305

Struggle with Atheists to the Core

صراع مع الملاحدة حتى العظم

प्रकाशक

دار القلم

संस्करण

الخامسة

प्रकाशन वर्ष

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

प्रकाशक स्थान

دمشق

शैलियों

(٢)
إبليس في الفكر الإسلامي
إبليس هو واحد من الجن، والجن مخلوقات غير الملائكة، وهما جميعًا غير الإنس، ولكل صنف من هذه المخلوقات خصائص وسمات. فالملائكة خلقهم الله من نور، والجن خلقهم الله من مارج من نار (أي: من أخلاط من النار)، والإنس خلقهم الله من طين كما هو معلوم (أي: من عناصر مختلفة من الأرض ترابها ومعادنها ومائها) .
وقد دل على هذه الفوارق في عناصر التكوين ما رواه مسلم عن عائشة، عن الرسول ﷺ أنه قال: "خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم".
وقد أثبت القرآن الفرق بين عنصري الإنس والجن وفق الصورة نفسها التي وردت في هذا الحديث، فقال الله تعالى في سورة (الرحمن/٥٥ مصحف/٩٧ نزول):
﴿خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ﴾
وفي احتجاج إبليس إذ رفض أمر الله له بأن يسجد لآدم قال فيما يحكيه الله عنه في سورة (الأعراف/٧ مصحف/٣٩ نزول):
﴿أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾
والملائكة مخلوقون قبل الإنسان، بدليل أن الله عرض على الملائكة قبل خلق آدم قضاءه بأنه خالق بشرًا من الطين.
والجن أيضًا مخلوقون قبل الإنسان، بدليل قول الله تعالى في سورة (الحجر/١٥ مصحف/٥٤ نزول):

1 / 326