Struggle of Thought and Conformity
صراع الفكر والاتباع
प्रकाशक
مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
प्रकाशक स्थान
الجيزة - مصر
शैलियों
حَجَّةً؟ !».
قال أبو حازم: «فَاقَ عَطَاءٌ أَهْلَ مَكَّةَ فِي الْفَتْوَى».
وقال محمد بن عبد الله الديباج: «مَا رَأَيْتُ مُفْتِيًا خَيْرًا مِنْ عَطَاءٍ».
وسأل سليمانُ بن هشام قتادةَ -المفسر المشهور-: هل في البلد -يعني مكة- أَحَدٌ -يعني من العلماء-؟
فقال: «أَقْدَمُ رَجُلٍ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ عِلْمًا عَطَاءٌ ..».
وإذا كان هذا الإمام يقول: «إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي»، فكيف بمن لا يصلح أن يكون خادمًا له! ولا يعرف من العلم الشرعي شيئًا؟ ! .. يُشَرِّعُ برأيه .. ويرسم سبيلًا برأيه .. ويجعله دينًا للعباد .. ويخالف سبيل المؤمنين -سبيل السلف- برأيه .. إِنَّ هذا لهو الفساد بعينه، نعوذ بالله من الفساد.
وعن عروة بن الزبير قال:
«مَا زَالَ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ الْمُوَلَّدُونَ، فَقَالُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ، فَأَضَلُّوهُمْ» (١).
وعن الزِّبْرِقَانِ قَالَ: نَهَانِي أَبُو وَائِلٍ (٢) أَنْ أُجَالِسَ أَصْحَابَ «أَرَأَيْتَ».
(١) الدارمي (المقدمة رقم ١٢٠). (٢) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، أحد أئمة التابعين الأخيار، قال الذهبي: الإمام الكبير، شيخ الكوفة، مخضرم، أدرك النبي ﷺ، وما رآه. حَدَّثَ عن أكابر الصحابة؛ كعمر، وعثمان، وعلي، وعائشة، وأبي هريرة، ﵃. تعلم القرآن في شهرين، قال عنه إبراهيم: إني لأحسبه ممن يُدْفَعُ عَنَّا به. وقال ابن معين: لا يسأل عن مثله. وقال الذهبي: قد كان هذا السيد رأسًا في العلم والعمل. «سير أعلام النبلاء» (٤/ ١٦١).
1 / 40