157

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

प्रकाशक

دار عمار للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

प्रकाशक स्थान

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

शैलियों

قتلوا خليفة المسلمين عثمان ﵁!
وقد وردت أخبار كثيرة في حرصهم على قتل عائشة ﵂ ودفاع من كان معها عنها، منها ما أورده ابن حجر في " الفتح " عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله ﷺ: " أَيَّتُكُنَّ صاحبة الجمل الأدبب تخرج حتّى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة، وتنجو بعدما كادت " (^١).
وهؤلاء القتلة لا أحسبهم إلاّ جماعة من المنافقين، فقد وَصَفَهم النَّبيُّ ﷺ بذلك، فقد أخرج ابن ماجه حديثًا صحيحًا عن عائشة ﵂، قالت: قال رسول الله ﷺ: " يا عثمان، إن ولاّك الله هذا الأمر يومًا، فأرادكَ المنافقون أن تَخْلعَ قميصك الّذي قمّصك الله، فلا تخْلعه " (^٢).
وأخرج نحوه أحمد بسند صحيح عن عائشة أنّ رسول الله ﷺ قال: " يا عثمان، إنّ الله ﷿ عسى أن يُلْبِسَكَ قميصًا، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتّى تلقاني " (^٣).
وهؤلاء المنافقون حَرَّكَتْهُم أَيْدٍ خبيثة؛ فالّذين كانوا يضمرون الشَّرَّ للإسلام وأهله يومها كانوا كَثْرةً كاثرة من أهل الكتاب، والمرتدين، والأكاسرة والأباطرة، والكفّار، فضلًا عن حديثي العهد بالإسلام ممّن يسهل استمالتهم، فقد كثُر في ذلك العهد من لم يصحب النَّبيَّ ﷺ، وفُقِد من عرفَ فضل الصّحابة ﵃! فأمسى النّاس أسرع إلى الاختلاف، وقد سَألَ رجلٌ عليّ بن أبي طالب ذات مرّة: " ما بال المسلمين اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟! فقال: لأنّ أبا بكر وعمر كانا واليين على مثلي، وأنا اليوم والٍ

(^١) ابن حجر " فتح الباري " (ج ١٣/ص ٤٥) وقال ابن حجر: رواه البزّار ورجاله ثقات. وأورده الهيثمي في " مجمع الزّوائد " (ج ٧/ص ٢٣٤) وقال: رواه البزّار ورجاله ثقات.
(^٢) ابن ماجة " صحيح سنن ابن ماجة " (م ١/ص ٢٠٥/رقم ٩٠ - ١١٢) الألباني، وقال: صحيح.
(^٣) أحمد " المسند " (ج ١٧/ص ٣٦٩/رقم ٢٤٤٤٧) والمراد بالقميص الخلافة.

1 / 158