152

स्पिनोजा

اسپينوزا

शैलियों

ويشير المؤلف إلى أن هذه الوثائق عبرت بصراحة عن خوف رجال الدين اليهودي من أن يظن المسيحيون أنهم يتهاونون في أركان دينهم. ولم يكن ذلك في الواقع خوفا من أن يكون المسيحيون رأيا سيئا عن اليهود فحسب، بل كان أيضا خوفا من أن تتخذ السلطات المسيحية تدابير إيجابية ضد اليهود.

14

ويشرح مؤلف هذا المقال القانون الأساسي الذي كان مطبقا في الدولة الهولندية على جميع اليهود، واسمه قانون

Remonstrantie ، الذي وضعه «جروتيوس» سنة 1618م، وينص على وجوب اعتراف جميع اليهود البالغين أمام السلطات علنا بإيمانهم بإله واحد خالق حاكم للكون، تتوجب عبادته، وبموسى والأنبياء، وبحياة أخرى يكافأ فيها المحسن ويعاقب المسيء. ومن مواد القانون أن كل يهودي ينكر ذلك يكون معرضا لعقوبة الموت أو العقاب البدني حسب شدة الجريمة. ونص في حيثيات هذه المواد على أن المقصود هو ردع الملحدين الذين كانوا يظهرون من آن لآخر بين صفوف اليهود. ويؤكد كاتب المقال إن السياسة التي كانت مطبقة بالفعل في العهد الجمهوري الذي طرد فيه اسپينوزا كانت، رغم ذلك، سياسة متسامحة إلى حد بعيد، ومع ذلك كان الأحبار والربانيون في الطائفة اليهودية متمسكين بنص القانون يخشون أي انحراف عنه. وهكذا يرى أن «المعمد» اليهودي قد حكم على اسپينوزا بالطرد مخالفا بذلك السياسة المتسامحة الجديدة للحكومة، وليس أدل على ذلك من أن «ديڨيت»، الزعيم الجمهوري، قد منح اسپينوزا معاشا بعد طرده، وأن الحكومة حرمت على المحافل اليهودية ممارسة حق فرض عقوبة «الحرم» بضع سنوات بعد ذلك.

15

وأخيرا، يرى كاتب المقال إن السبب الذي أدى مباشرة إلى الطرد في الوقت الذي حدث فيه، هو أن مسألة إعادة اليهود إلى إنجلترا كانت موضوع بحث في تلك الفترة، وكان «منسي بن إسرائيل»، وهو رئيس المجمع الذي حكم بطرد اسپينوزا، مهتما بنفسه بهذه المسألة، وسافر من أجلها إلى لندن للتفاوض فيها؛ وعلى ذلك «فقد كان من غير المعقول ألا يدرك كبار الطائفة اليهودية في أمستردام التأثير الذي يمكن أن يحدثه في إنجلترا تسامحهم مع الفلاسفة المعروفين بالمروق والهرطقة؛ إذ لم تكن إنجلترا في ذلك الوقت متسامحة مثل هولندا مع هؤلاء الناس.»

16

ويرى كاتب المقال إن هذا العامل قد يكون هو الذي يعلل صمت اسپينوزا فترة طويلة بعد طرده من الطائفة اليهودية؛ إذ إنه لم يكتب «البحث اللاهوتي السياسي» إلا سنة 1670م، بعد أن تمت عودة اليهود في إنجلترا واستقرارهم فيها؛

17

أي إنه لم يشأ أن يزيد الطين بلة بإحراج مركز اليهود الهولنديين أثناء مفاوضاتهم مع الإنجليز.

अज्ञात पृष्ठ