Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
शैलियों
الثاني: أنه لا يتم الدليل ولا يحصل إفحامهم وإقامة الحجة عليهم إلا بهذا التقدير، أي فإذا كنتم تقولون: إنه ليس معه إله آخر فعل مثل فعله، فكيف تجعلون معه إلهًا آخر لا يخلق شيئًا، وهو عاجز؟ وهذا كقوله – ﷻ –: ﴿أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ الرعد١٦، وقوله – جل وعلا –: ﴿هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ لقمان١١، وقوله – ﵎ –: ﴿أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ النحل١٧، وقوله – ﷾ –: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ (١)
_________
(١) النحل: ٢٠، وقوله: "يدعون" بالغيب قراءة يعقوب وعاصم، وقرأ الباقون بالخطاب "تدعون" كما في تقريب النشر: (١٣٢)، والقراءتان بمعنىً واحد كما في حجة القراءات: (٣٨٧)، وصلة الآية بما قبلها: أن الله – جل وعلا – عدد نعمه على عباده حيث سخر لهم ما في السموات والأرض وبين أن ما عداه ليس له مشاركة في شيء من ذلك، وفي هذه الآية شرع ربنا – ﷻ – في تحقيق كون آلهتهم بمعزل عن استحقاق العبادة، ووضح ذلك غاية الإيضاح بحيث لا تبقى شائبة ريب وذلك عن طريق تعداد أحوالها المنافية لذلك منافاة ظاهرة، وشرحت مع ظهورها للتنبيه على حماقة المشركين حيث لا يفهمون إلا بالتصريح، يضاف إلى هذا أن في بيان حال المعبودات من دون الله بعد نفي المشابهة والمشاركة بينها وبين الله – جل وعلا – إشارة إلى الدليل على ذلك النفي كما في روح المعاني: (١٤/١١٩) ..
1 / 57