215

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

शैलियों

وقد فند العلماء تلك الفرية الشنعاء، قال الإمام ابن كثير – عليه رحمة الرب القدير: وهذا من إفكه، يقول: اليد ديتها خمس مائة دينار، فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار، وهذا من قلة عقله وعلمه، وعمى بصيرته، وذلك أنه إذا جُنِيَ عليها يناسب أن يكون ديتها كثيرة لينزجر الناس عن العدوان، وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها لينزجر الناس عن أموال الناس، وتصان أموالهم.
وأجاب القاضي عبد الوهاب المالكي – عليه رحمة الله تعالى – كما في فتح الباري:
صَيانةُ العُضْو ِ أغْلاها، وأرْخَصَهَا ... صَيانة ُ المَال ِ فافْهمْ حَكمَة َ البَارِي
وأجابه علم الدين السخاوي – عليه رحمة الله تعالى – كما في رُوْح المعاني:
عِزّ الأمَانَة أغْلاها، وأرْخصَهَا ... ذلّ الخِيَانة فافْهمْ حَكمَة َ البَارِي
... وفي مغني المحتاج الشِّرْبيني – عليه رحمة الله تعالى – سئل الإمام ابن الجوزي – عليه رحمة الله تعالى – عن هذا، فقال: لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت (١) .
ومن حماقته أنه كان يستعجل الموت ظنًا منه أنه يستريح، وكان يوصي بترك النكاح، ولا يرى في الإيجاد حكمة إلا العناء والتعب ومصير الأبدان إلى البلى، وأوصى أن يكتب على قبره:
هذا جَنَاهُ أبي عليّ ... وما جَنَيْتُ على أحد

(١) انظر فتح الباري: (١٢/٨٩،٨٣)، ورُوْح المعاني: (٦/١٣٤)، ومغنى المحتاج: (٤/١٥٨) .

1 / 215