Sources of the Prophet's Biography

Muhammad Anwar al-Bakri d. Unknown
4

Sources of the Prophet's Biography

مصادر تلقي السيرة النبوية

प्रकाशक

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

शैलियों

فقال تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ [الضحى:٦]، وهي مِنَّةٌ لا يعلم قدرها إلا الله تعالى، ولم تكن لأحد قبله ولا بعده ﷺ. وأما فيما يتعلق بأخلاقه فقد أدركوا قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:٤]، ولهذا عندما سئلت السيدة عائشة ﵂ عن خلقه قالت: "كان خلقه القرآن" (١)، أي إن ما في القرآن من آداب، وفضائل، ومكارم، وخشية، وورع، وتقوى، وأخلاق كلها تتمثل في شخصيته ﵊، ولم يُمْتَنَّ بهذا على نبي ولا رسول، فأفاد أنه انفرد بهذه الأخلاق دون سائر الخلائق (٢) . وأما حديث القرآن عن رحمته ورأفته فقد أدركوها في قوله تعالى: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [التوبة:١٢٨]، وقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:١٥٩]، ولقد فاز على جميع الخلائق بهذه الرحمة "فهو الرحمة المهداة في الدنيا والآخرة" (٣)، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ويقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ (٤) [الأنبياء: ١٠٧] . وحديث القرآن الكريم عن المزايا التي وهبه الله إياها، حديث أكثر من أن

(١) صحيح مسلم كتاب مسند أحمد: ٦/١٦٧، السنن الكبرى: ٦/٤١٢، المعجم الأوسط: ١/١٨٣. (٢) دلالة القرآن الكريم على أن النبي ﷺ أفضل العالمين: ص:١٢. (٣) المستدرك: ١/٣٥، مجمع الزوائد: ٨/٢٥٧. (٤) إن هذه الرحمة شاملة لكل الخلق؛ إنسهم وجنهم، مؤمنهم وكافرهم، علويهم وسفليهم، مرئيهم ومخفيهم. انظر تفسير الطبري: ١٨/٥٢٢، وتفسير البغوي: ٣/٢٧١-٢٧٢، ابن كثير: ٣/٢٠٢، مكانة النبي الكريم بين الأنبياء ﵈: ص:١٣٤-١٣٥.

1 / 4