144

Smash Your Idol and Be Small in Your Eyes

حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا

प्रकाशक

مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة

शैलियों

العلاج بالقرآن القرآن الكريم له دور كبير في علاج أمراض القلوب، وعلى رأسها مرض العُجب، ومايحدثه هذا المرض في نفس الإنسان من تعاظم واستعظام على الآخرين ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: ٥٧]. وطريقة القرآن في العلاج طريقة فريدة تجمع الكثير من الوسائل السابقة، وتضيف عليها ما يعين قارئه على مداومة الانتباه لنفسه، والعمل الدائم على إزالة أي تضخم في ذاته. فمن خلال القرآن: أولًا: نتعرف على الله ﷿: وكما قيل من قبل فإن معرفة الله ﷿ لها دور عظيم في محو أي أثر للكبر في النفس .. وهنا يأتي دور القرآن بكونه رسالة من الله ﷿ للبشر؛ يعرفهم فيها بنفسه من خلال أسمائه وصفاته، وآثار تلك الأسماء والصفات في النفس والكون، مما يورث العبد الكثير من المعرفة به سبحانه، وعلى قدر تلك المعرفة تكون عبودية القلب واتجاه مشاعره لربه ومولاه ... فعلى قدر معرفة الله المنعم يكون حب العبد له سبحانه، وعلى قدر معرفة الله القيوم تكون الاستعانة والتوكل عليه، وعلى قدر معرفة الله الرحيم يكون الرجاء فيه، وعلى قدر معرفة الله الجبار يكون الخوف والحذر منه ﷿ ... وهكذا .. وكلما ازدادت معرفة العبد لربه ازداد شعوره بعظيم احتياجه إليه، وضآلة حجمه، وأنه لا قيمة له إلا به، ولا غنى له عنه. ثانيًا: القرآن يعرفنا بأنفسنا: قال ﷺ " .. وكفى بالمرء جهلًا إذا أعجب برأيه " (١).

(١) رواه الطبراني عن عبد الله بن عمرو.

1 / 163