अरबी लोक और महाकाव्य कथाएँ
السير والملاحم الشعبية العربية
शैलियों
ذلك أن الأمير إبراهيم والد حمزة كان يتملكه حلم عربي كبير، بأن يجعل الفرح للعرب على أيديهم وردع ملوك الفرس وغيرهم من كبار ملوك العالم بواسطة ولده هذا حمزة الذي لا يجمع تحت رايته إلا شرذمة قليلة، وفي الحال أحضر الشبان المذكورين وكانوا لا يزالون مرادنا؛ أي لم ينبت الشعر قط بوجوههم، ودفعهم إليه فأخذهم إلى خاصته وعقد لنفسه عليهم، وجعل يمتحنهم في ميدان الحرب والطعان ويدريهم على الثبات ومن كان منهم ناقص المعرفة أثناء القتال مال إليه وعلمه ما يحتاجه حتى خرج الجميع أبطالا أشداء.
وتبدت أولى بطولات حمزة في هجومه على حاكم كسرى من العجم والامتناع عن دفع الجزية لهم.
برغم أن الأعجام كثيرة العدد أكثر من العرب وكلهم يجتمون إلى ملك واحد لا تتفرق كلمتهم ولا يقوم منهم قوم ولا قبيلة على قبيلة كما تفعل العرب الذين دأبهم على الدوام التفرق ، فيغيرون على بعضهم، ومن ذلك لا تقوم لهم قائمة لا سيما وأن ملكهم النعمان ملك العرب إنما يجاري الأعجام، فيكرم النار ويقدم لها مزيد الاعتبار، فلما سمع الأمير حمزة كلام عمر العيار لعب به الغيظ والغضب وقال لأخيه: هيا بنا نضرب هؤلاء الأعراب والأعجام ونوقعهم ونمنعهم مرة ثانية أن يعودوا إلى الإتيان إلينا ويخطر لهم أن يجبوا مالا منا لأننا أحرار لا نقبل الإذلال، وإذا أغاظ عملي هذا كسرى ملك الأعجام أو النعمان ملك العرب سرت إليهما وحاربتهما وخربت بلادهما.
وأما الأمير حمزة فإنه بقي مصرا على عزمه بالمسير إلى الحيرة ومحاربة الملك النعمان، وأعلم بذلك قومه وقال لهم كونوا على استعداد للرحيل.
وركب حمزة وخرج من مكة وركب لركوبه سائر رجاله، هم الثمانمائة فارس شبان مرادن من سنه، وسار بين يديه عمر العيار كأنه عفريت، ينطلق في ذلك البر فيغيب عن الأبصار ثم يعود بأسرع من هبوب الرياح إلى أن أبعدوا عن تلك البلاد وتبطنوا البراري والقفار والسهول والأوغار، والأمير حمزة يتمنى أن يصل إلى الحيرة ليدهمها بغتة ويوقع فيها ولا يمسك إلا الملك النعمان مسك الأيدي ويجازيه على فعله.
وعلى هذا عمل جاهدا على توحيد صفوف القبائل العربية واختيار أفضل الشباب المحاربين وتجميعهم في مواجهة الخطر الأكبر المحدق بالعرب، المبدد لقواهم وتوحدهم عن طريق عيونه من الحكام السلطويين التابعين.
حمزة يعتلي عرش الملك النعمان
وعبر طريقه إلى مملكة الحيرة، ظل الأمير حمزة يجمع الجيوش الخارجة وقطاع الطرق وأصحاب القلاع مثل أصفران الدرينذي من حوله، إلى أن تمكن من أسر «القناصة» ابنة الملك النعمان، الذي خرج لملاقاته فهزمه حمزة وفرق جنوده، وانتهى بهما الحال، إلى أن تصالحا ومن ثم تم التصالح أو التحالف بينهما في مواجهة الأعجام أو الفرس المجوس.
وما أروع وصف السيرة ذاتها للكيفية التي اقتحمت بها جيوش حمزة مدينة الحيرة عاصمة الملك النعمان بن المنذر، المتحيز للفرس ضد قومه وبني جلدته العرب.
وكان الأمير حمزة قد وصل إلى الملك النعمان وهو طالب الهرب، فانقض عليه ومسكه وسلمه عمر، وعند ذلك رجع الأمير حمزة من ساحة القتال وهو مغموس بالدم من رأسه إلى قدمه، فاغتسل ونزع ثيابه ودخل ديوان النعمان وجلس مكانه وجمع قومه، وأمر أن يؤتى بالنعمان إلى بين يديه، واندفع يشرح له أغراضه في تجميع العرب المبددين، والوقوف في وجه الفرس طلبا للتحرر إلى أن أقنعه.
अज्ञात पृष्ठ