अरबी लोक और महाकाव्य कथाएँ
السير والملاحم الشعبية العربية
शैलियों
كما أن ملحمتنا العربية هذه تتفوق كثيرا على الملحمة الإسكندنافية الفلندية «كاليغالا» التي عندما احتفلت فنلندا عام 1935 بمرور قرن على أول جمع لنصوصها الشفهية الفولكلورية؛ اكتشف أن ما جمع منها وصل إلى 130 ألف نص مختلف لذات الملحمة «الكليغالا» ناهيك عن الآلاف المؤلفة من الدراسات والمعارك المنهجية التي شاركت فيها جيوش من العلماء والباحثين، الذين تعاقبوا على دراستها على مدى القرنين الأخيرين.
لكن أين هي من إلياذتنا العربية «الزير سالم»؟
شخصية الزير سالم ما بين الأدبين «الكلاسيكي والشعبي»
لعلها أكثر شخصيات الأدب الشعبي العربي وأخصبها؛ من حيث ما أثير حولها من جدل، وتتفق النصوص والمأثورات الكلاسيكية، مع الشعبية الفولكلورية، في أن الزير سالم أو المهلهل، ظل لفترة يعاني التحول في منفاه الاختياري ببلدة بئر سبع الفلسطينية، من حالة الزير الغارق لرأسه في الخمر والنغم والشعر منعزلا في بئر سبع، إلى الملك الفارس المنتقم لأخيه المغتال غيلة - بوادي الحصا والجندل - بالشام، كليب بن مرة، وهو يطوف أطراف ملكه وقبائله، باكيا نادبا، يرثي أخاه ولا يفعل شيئا سوى التحريض على القتال والوعيد، حتى سخرت منه بنو بكر قائلين: «إنما المهلهل نايحة ليس غير.»
وما أن انتبه إلى تردده - ذاك الهاملتي - في حسم موقف الانتقام لأخيه الملك المغتال كليب، حتى توسط منتدى قومه، فجز جدائله المنسدلة، مثله مثل الأبطال الوحشيين البريين الذين تربوا مع الحيوانات، مثل «أنكيدو» وصنوه المتوحد معه - رأسا لقدم - شمشون.
فحرم اللهو وشرب الخمر والتزين وأن لا يدهن بدهن «حتى أقتل بكل عضو من كليب رجلا من بني بكر بن وائل.»
وهنا يحق لنا التريث أمام مقولة الزير سالم، التي فيها يتوعد قبائل بني بكر بن وائل، بأنه سيضربهم بكل عضو من كليب، أو قبائل كليب أو الكلبيين، أو بني كليب، بما يؤكد: أن كالب وكليب قبائل تنتمي إلى التحالف الكنعاني الفينيقي أو البحري من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، بأكثر من انتماء سلفهم المغتال كالب، إلى شمال الجزيرة العربية في نجد والحجاز. وبما يؤكد: العودة بمسرح أحداث هذه السيرة إلى ربوع الشام وفلسطين، وهو كما أسلفنا القول ، ما يتبدى جليا إلى حد وثوقي في نصوصها الشعبية الفولكلورية، في مواجهة مأثوراتها المتناثرة العربية أو الفصحى.
مع الأخذ في الاعتبار أن التحالف الكالبي - الطوطمي البحري - للفينيقيين من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، الذين وصلت هجراتهم وأشتاتهم منذ أقدم العصور - مطلع الألف الثاني قبل الميلاد - إلى إنجلترا وأيرلندة وبعض دول الشمال الأوروبي عامة، كذلك كان للكلبيين أشتاتهم وقبائلهم في الجزيرة العربية، كذا نجد والحجاز بالإضافة إلى تواجدهم في مصر حين التقى بهم المؤرخ بليني - القرن الثاني ق.م - حول بحيرة مريوط، ووصفهم بأنهم أغرب أقوام دينية صادفها.
وقبل العودة إلى أحداث ملحمتنا، أود أن أشير إلى أن مجرى الأحداث المركزية للسيرة - عقب مصرع كليب - سيعود بنا أكثر إلى ربوع الشام وفلسطين والأنباط - الأردنيين.
فكان أول ضحايا الزير عقب مصرع أخيه الأكبر الملك كليب، هو ابن أخيه «الضباع»، زوجة صديقه الوفي الأمير همام بن مرة، الأخ الأكبر للأمير جساس مغتال الملك كليب.
अज्ञात पृष्ठ