يمكث بشروس اربعة اشهر في ايام ابن ماطوس وهو حاكم على أهل لالت وابن ماطوس على أهل شروس ويتخاصم الناس اليه بين يدي ابن ماطوس ويقول لابن ماطوس أردت أن أتعلم أنا ايضا وكان جلدين البغطوري أبو عبيدة يتعلم عنده له من الدنيا الحظ الاوكس ومن العلم والعبادة الاوفر ومن الصبر النصيب الاكمل ومن القناعة السهم الاجزل وكان ايام التعلم لا يأكل الشيء السخون الا من يوم إلى يوم أي كل جمعة مرة وطعامه في سائر الايام يبل الشعير بالماء ويصره فيأكله عند الفطور وفي أيام الربيع يختار وقت وضوئه موضعا خصيبا نقيا من الانجاس قد نبت فيه الخبيز فيقصده عند الفطور، وأبو عبد الله وسائر اصحابه يأكلون انواع الاطعمة عند أهل شروس قال فاذا دخلوا بالجفان فيعظم ويشتد رائحة الطعام فتتيق النفس فلا الشيخ يدعوني إلى الاكل ولا أهل المنزل يهتدون ويبقى كذلك فاذا اكملت الجمعة صعد إلى اهله في بغطورة فيأكل وكان الشيخ أبو الربيع اذا ذكر هذا الحديث تأسف.
وكان مدار المجلس عليه فأغتسل من جنابة واشتد عليه البرد وسكت وضعف المجلس والبحث والسؤال فقال الشيخ أبو عبد الله هل هاهنا جلدين فأجابه بنعم وأعتل سكوته بالبرد فقال تعلمت وحضرت ما حضرت وليس معك ما يمنعك من الإغتسال حتى كدت أن تهلك نفسك كاد أن يكون جلدين جلدينة، فصار بعد ذلك أعلم أهل زمانه ومن يشار اليه بالأصابع ويدخر له المشكلات ليوضحها.
واخذ عنه خلق كثير وكثيرا ما ينزل باصحابه الذين يتعلمون عنده إلى اتلجام عند أبي يعقوب فيمكث عنده شهرا فأتاه يوما هناك
पृष्ठ 329