فعصم الله بفضله الشيخ والعجوز من اكلها. وخطب عليه أبان أم يحيى وقال لها سأخطبك على رجل قائم بامر آخرته كسلان لأمر دنياه وانكسرت ساقية ماء إلى غاره فان قضى الله عليك بتزويجه فصلاحها عليك فقضى الله بينهما بالزواج فجلبها فلما نزل من الجبل فنظرت اليه من القبة من فوق الجبل فاستصغرت شانه فتذاكروا في الطريق العلوم فمكثوا من يوم إلى يوم قالت فما طلعوا إلى الجبل الا وهو اعظم الناس في عينى قالت وجدت عليه اربعين دينارا دينا فقضاها الله عليه بعمل يديها وقيل تعمل عديلة ثياب في سنتها وقيل تقدم رجل يصلى بالناس وهو لا يستحق التقديم فقالت له اخرج من المحراب يا رجل سوء لئلا ياتيك من السماء اكثر مما ياتيك من الارض فجبدته فكانت تحتذر منه خوفا من شره فالتقته في مضيق يوما فحس منها الخوف والحذر فقال جوزى كما امكنك ولولاك لهلكنا رزقك الله الجنة وكانت حزيمة لامور الاخرة وامور الدنيا ومن كثرة حفظها انها سمعت رجلا في طريق الحج ينشد قصيدة ثمانين بيتا فحفظتها كلها ونافستها امرأة من أهل منزلها فسمعت بان شوال قد استهل فلما اصبحت قدمت حلاوة لعيالها فقالت امتها خفت أن يكون لطبقك ريح تفوح قالت كلوا لودعا بالهلال غراب أو امة مثقوبة الشفة فبلغ الخبر أم يحيى فقالت ما اخذنا ديننا بالغراب ولا بالامة ففضحها الله بفعلها وزارهما أبان اعنيها وأبا ميمون وكان يوم مطر فوجدها تصلح الساقية التي ذكر لها حين خطبها فراته فتذاكرا فتبسما فتعاونا على اصلاحها فلما قضى
पृष्ठ 233