العباس: امحل الجبل على ما ذكر وكان لابى عثمان بستان جفت اغصانه وتساقطت ثماره واوراقه وقالت امرأته لابن لها سرالى والدك فقل له يدعو الله أن يسقى بستاننا فقد هلك فلما ابصر الصبى قال له قبل أن يتكلم ابعثتك امك لاستقى الله للبستان فقال نعم فدعى ربه فارسل سحابة على بستان الشيخ فسقته فانعم واخضر فجاز به رجل فتعجب من نضارته وحسن اخضراره فاخذه بالعين فاذبل فعاد إلى تساقط الورق فبلغ أبا عثمان ذلك فقال اللهم امته فريدا بلا وصية فقيل دخل مغارة لاخذ طفل وهو الطين فسقط عليه سقفها فمات وقيل حمل غداء الحصادين فوجد ميتا بالطريق وقد كتب وصيته في التراب فنسفها الريح وهذان الخبران ذكرهما غير أبي العباس ايضا واسند الروايات إلى أبي الربيع وأبي سهل وأبي نوح اعنى هذين الخبرين وغيرهما من كرامات أبي عثمان.
وذكر إن منزو بنت أبي عثمان اجتمعت مع امراتين بجبل نفوسة وافضا بهن الحديث إلى أن تمنت منزو أن تتزوج رجلا فظا غليظا فيحملنى ما يعجز عنه مثلى ويكلفنى من خدمته فوق طاقتى ويؤذينى بانواع من سوء العشرة فاطيعه على ذلك واصبر على اذاه لعل الله يرحمنى بذلك فقضى الله امنيتها أن تزوجها رجل من قومها فركب جملا وجاز على نسوة فقال أن كانت منزو فيكن فلا اذن لها في المقام بعدى وكانت فيهن فارتدت رداءها وسارت في اثر بعلها حافية راجلة فحفيت حتى اذا رفعت رجلا ظهر الدم في موضع القدم واذا نزل للمبات بادرته بردائها توسده له
पृष्ठ 206