مشايخ نفوسة يقبلون إلى الإمام فيجلسون اليه حين كان بالجبل فاذا قدم أبو مرداس قام اليه وكان قصيرا فقال رجل من أهل المشرق لم يعظم الإمام هذا فقال حين سمعهم كيف لا أجل من تجله الملائكة ولا أعرف في الدنيا مثل هذا الا رجلا بالمشرق وهذا ارجح منه يسيرا فقالوا للامام اردده علينا لنسأله ونتحدث معه فقال لا يلبث عني فلما رجع بعد ذلك سالوه فقال أسألوا الإمام فكرروا السؤال فكل ذلك يقول أسألوا الإمام فقال له الإمام اجبهم فأجابهم وتحدث معهم فلما قاموا قالوا لانعلم احدا بالمشرق ولا بالمغرب مثل هذا وفيها إن رجلا من أهل ابديلان قال لابي مرداس يا كافر فقال سميتني باسم هربت منه زمانا فلامت حتى تنبح مثل الكلب فابتلاه الله فصار يطلع على المزابل فينبح مثل الكلب فاذا افاق وزال عنه قيل له مالك تنبح فيقول بدعوة أبي مرداس نعوذ بالله من سوابق الشقاء ومن غضبه وفيها انه ذهب يحرث على بقرة له فجاز على أهل اكرين والناس مسنتون واحاط بهم القحط واكلهم الضبع فرأى ما بهم من الحاجة فتصدق عليهم بالزريعة وذبح بقرته فقسمها بينهم وقسم الجلد فأخذ نصيبه بينهم فلما رجع قالت له زوجته زرزرت اين البقرة واين حرثت فقال حرثت حرثا استغني عن المطر ولا تصيبه آفة فأخبرها بما فعل فقالت لم لم تردد علينا من بقرتنا الا هذا فقال لنا بقرتنا الا هذا وفيها جاز عليه رجل يحرث في فدانه ببقرته فقال له أخرج من فداني فخرج أبو مرداس وترك الفدان
पृष्ठ 175