أبا مرداس في الشدائد ينفق ماله على الضعفاء وكان يقعد على طريق رجوع الخدم ورواحهن من الاحتطاب فيعطيهن قبضة قبضة من دقيق مبلول بماء يسمى الصميت ويسمى ايضا بعرف بعض البلاد البسيسة حتى نفذ ما عنده ثم صار ينفق الحشيش فلما يبس صار ينزل إلى تيج فيحمل القطف من السباخ فلما يبس بالقحط صار يحفر عروقه ويطبخها فينفقها.
وكان له مسجد في كهف يتعبد فيه ويقول لولا أمور الاسلام ما اجازوا هذا الشعب إلى هذا الشعب وكان شديدا في الامر والنهي ويتبع الامراء يأمر وينهي ويشدد عليهم في أمور الإسلام.
وكان الإمام عبد الوهاب يقول احفظ اربعة وعشرين وجها تحل بها الدماء ولم يحفظ أبو مرداس الا اربعة وشدد علي فيها وصاحب الإمام حتى مات، وصاحب ايوب بن العباس بعد رجوع الإمام إلى تيهرت حتى مات وكان مع أبي عبيدة عبد الحميد حتى مات ثم صحب العباس بن ايوب وقد كبر وانحنا ويجر سيفه اذا مشى أمام الجيوش وكان قصيرا.
ورأيت فوق مصلاه الذي في الكهف اثر قدم على صفاة ملسا وكان في طريق واشتهر عند العامة إن ذلك أثر قدمه تحول ثلاث مرات يتبرك الناس بها إلى يومنا هذا. وقيل تكلم حين لاقوا خلفا باني اطمع الجنة لمن مات في وجهتنا هذه الا القاعد على فراش حرام أو القاتل النفس أو الاكل مال غيره ظلما وله منها مخرج أن تاب ورفع نفسه عن المال والفراش وليقد نفسه لاولياء المقتول وان لم يجدهم
पृष्ठ 173