109

सियार

शैलियों

============================================================

الفصلا: بينة الوسياني قسم الدراسة البابا : المؤلف اما أبو خزر فلم يخرج من مخبثه بقابس إلا بعد أن بعث إليه أبو تميم بالأمان في كافة الأقاليم الاباضية، فذهب إلى القيروان للامتثال بين يديه، وقد اطمأن إلى عدم نقضه العهد الذي قطعه على نفسه(1)، ومثل بين يديه مستأمنا؛ وفرح المعز بذلك، وأجرى عليه رزقا كثيرا. وكان ذلك في ربيع الآخر سنة 359 ه افيفري 970م(2) .

كان المعز لدين الله الفاطمي أبو تميم- محبا للعلم والعلماء، محبا لسماع المناظرات الكلامية، وكان يقول: اوالله ما تلذذت بشيء تلذذي بالعلوم والحكمة)) (3) .

كما أنه شهد للمشايخ الثلاثة كلهم: أبي القاسم يزيد بن مخلد، وأبي خزر يغلا بن ز لتاف، وأبي نوح سعيد بن زنغيل بقوله: "(أما يزيد بن مخلد فلم تلد العرب مثله، وأما يغلى فعالم ورع، وأما سعيد بن زنغيل ففى محادل"(4).

ومن جملة مناظرات أبي نوح سعيد بن زنغيل أمام أبي تميم أنه قد اختبره أبو تميم بإلقاء بعض الأسئلة على الحاضرين، فقال هم أبو نوح: ما الدليل على أن هذه الصنعة صانع فلما لم يجد منهم الجواب لاحظ في عيي أبي تميم الرغبة في الإجابة مع ما يعلم عنه من ذكاء وفطنة قال له: ""إن رأى مولانا أن يتفضل على رعيته بالاجابة فليفعل" .

وكان جوابه: أن في كلمة "صنعة" جواب للسؤال(5) .

(1) أبو زكرياء، السيرة، 213/1. إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، أبو الفداء (774ه) : اليداية والنهاية، كتبة المعارف، بيروت، 268/11، (2) ينظر: اين الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني (630ه) : الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط3، 1400ه/1980م، 30/7.

(3) عارف تامر: المعز لدين الله الفاطمي واضع أسس الوحدة العربية الكبرى، منشورات دار الآفاق الجديدة ، ببروت، ط1، 1402ه/41982، ص 196.

(4) ينظر: الدرجيي: طبقات، 123/1.

(5) ينظر: أبو زكرياء، السيرة، 213/1.

पृष्ठ 108