105

सियार

शैलियों

============================================================

فصم الدراسة الباب1 :المؤلف الفصل 1:بيئة الوسياني اقرب الناس إليه مسكنا ولو تغير مذهبه بعد حين ثم يلي أثرا لذلك من هو من غير مذهبه فقد يكون مؤثرا فيه ولو من بعيد؛ فهناك حدثان بارزان يمكن أن يكونا قد أثرا في الوسط الذي عاش فيه الوسياني، ويحتمل أنه تأتر بهما رغم البعد الزمني بينهما، فالأول كان قبل ابي يزيد (336ه/947م)، وهو أقل تأثيرا لتبرؤ الإباضية من أعماله. والثاني كان من قبل أبي القاسم يزيد بن مخلد الوسياني (ت 357ه-/967م) ضد المعز لدين الله الفاطمي(1)، وهو الأقوى أثرا؛ لكون القائمين به مشايخ وعلماء، لهم آثر واضح في أتباعهم من الطلبة والعوام؛ ولذا نقدم الثاني على الأول، لعامل قوة التأثير.

1- موقف أبي القاسم يزيد بن مخلد الوسياني (ت 357ه/967م) : كانت العلاقة طيبة بين أبي القاسم يزيد بن مخلد وأبي قميم لما يتمتع به من مستوى علمي رفيع حتى لأن الحظوة التي كان يتمتع ها لدى المعز أبي تميم مكنته من قبول شفاعته واستعفائه عن أهل الحامة يوم أن أصدر أبوقميم حكمه بالقضاء عليهم بإرسال رايته الحمراء (راية السخط)، ولكن سعي أبي القاسم لانتزاع تغيير الحكم الصادر عليهم كان كافيا لحقن دماء كادت أن قهدر بغير حق. فحينما أعطاه أبو تميم الراية البيضاء أسرع بها ألشيخ أبو القاسم من القيروان إلى الحامة فأوقف الجنود المغيرين، وغير حكما قاسيا كاد أن يصيب (1) المعز لدين الله أبو تميم معد المنصور بالله الفاطمي، ولد سنة 319 ه/931م في المهدية. تسلم الخلافة سنة 342ه/953م، وله من العمر 23 سنة. ويرى الذهيع أنه ولي سنة 341ه/952م. أدرك من الخلفاء الفاطميين ثلاثة وهم: المهديي، والقائم والمنصور. كان تعلمه بصقلية. وكان انتقاله إلى القاهرة سنة 362ه/4973، مات ودفن بها سنة 365ه/975م. وله من العمر 46 عاما. ينظر: الذهي، أبو عبد الله حمد بن أحمد بن عنمان بن قاماز (748ه) : سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، طر9، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1413ه، 159/15. د. حسين مؤنس: تاريخ المغرب وحضارته، العحصر الحديت، بيروت، لبنان، 1412ه/1992م، 518/1.

पृष्ठ 104