सियानत इन्सान
صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
प्रकाशक
المطبعة السلفية
संस्करण
الثالثة
प्रकाशक स्थान
ومكتبتها
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
ومنها ما روي عن عمر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله". متفق عليه.
ومنها ما روي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ﵁ قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ﷺ فقلنا: أنت سيدنا، فقال "السيد الله" فقلنا: وأفضلنا فضلًا وأعظمنا طولًا. فقال: "قولوا قولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان". رواه أحمد وأبو داود، ومنها ما روي عن أنس ﵁ قال جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا خير البرية. فقال رسول الله ﷺ "ذاك إبراهيم". رواه مسلم.
ومنها ما روي عن أبي هريرة ﵁ قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى النبي ﷺ فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فدعا النبي ﷺ المسلم فسأله عن ذلك فأخبره، فقال النبي ﷺ: "لا تخيروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري كان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان فيمن استثنى الله تعالى". متفق عليه.
فعلم من تلك الأحاديث بعض من طرق تعظيم النبي ﷺ وإن رأس الأمر والعمدة في ذلك محبة النبي ﷺ فوق محبة الوالد والولد والناس أجمعين، وهي لا تتم إلا بالاتباع والطاعة، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ . فمن كان أكثر اتباعًا وطاعة كان أكثر محبة، ومن كان أكثر محبة كان أشد تعظيمًا، وأيضًا علم أن بعض أفراد التعظيم قد نهى رسول الله ﷺ عنه، فمنه السجدة، وفي هذا الحكم جميع التعظيمات التي هي من جنس العبادة، كالدعاء والنذر والنحر والطواف والركوع وغير ذلك، ومنه التمثل قيامًا والقيام تعظيمًا كما تقوم الأعاجم، وأن المبالغة في الثناء والغلو والإطراء منهي عنه، بل الواجب في ذلك القصر على ما ثبت بالكتاب العزيز والسنة المطهرة، والدليل عليه أن في أول الأمر قد نهى رسول الله ﷺ عن لفظ السيد وخير البرية والتخيير على موسى، فلما أوحي إليه أنه سيد ولد آدم، وأنه أكرم الأولين
1 / 235