68

सर यूवरिक्नी

سر يؤرقني

शैलियों

لكن إيفا أخذت تستدير يمينا ويسارا في الشمس على الممر، قائلة: «لا يهمني، لا يهمني! الجرأة أو الصراحة! الجرأة أو الصراحة!»

فكت أزرار قميصها وهي تستدير ذات اليمين وذات الشمال كأنها لم تكن تعرف ما تفعله يداها، حتى خلعته. «السراويل!»

لم ينبس أحد ببنت شفة هذه المرة، بل انحنوا جميعا وجردوا أنفسهم من سراويلهم، وكانت إيفا أول من تعرى، ثم ركضوا في الحقل، ركضوا هم الخمسة عراة بين العشب الدافئ الواصل حتى ركبهم، ثم ركضوا نحو النهر. لم يبالوا حينئذ بأن يضبطهم أحد وهم في هذه الوضعية، بل قفزوا وأخذوا يتصايحون للفت الانتباه إليهم، إن كان هناك من يسمعهم أو يراهم. شعروا كأنهم سيقفزون من قمة جبل ويطيرون في السماء. شعروا بأن ثمة شيئا يحدث لهم مختلفا عن أي شيء حدث لهم من قبل، شيئا له علاقة بالقارب والماء وضوء الشمس والمحطة المتهالكة الغارقة في الظلام الدامس وبتفاعلهم بعضهم مع بعض. لم ينظر بعضهم إلى بعض الآن كأجسام أو بشر، بل كصرخات مدوية، وكانعكاسات؛ اتسمت جميعها بالجرأة والصخب، واكتست بالبياض، وكانت سريعة كالسهام. أخذوا يركضون دون توقف في الماء البارد، وعندما وصل إلى أعلى أرجلهم تقريبا سقطوا فيه وأخذوا يسبحون، مما أوقف ضوضاءهم، فاعتلاهم الصمت والمتعة سريعا؛ وأخذوا يغطسون ويطفون وينفصلون في خفة ورشاقة.

وقفت إيفا في النهر يقطر الماء من شعرها وينحدر على وجهها. كان الماء يصل إلى خصرها، فيما تقف على حجارة ملساء وقدماها متباعدتان إلى حد ما، ينساب الماء بين ساقيها. على بعد ياردة تقريبا منها وقف كلايتون أيضا، وكانا ينثران الماء عن عيونهما، وينظر أحدهما إلى الآخر. لم تستدر إيفا أو تحاول الاختباء؛ كانت ترتعش من برودة الماء، ولكن أيضا في كبرياء وخزي وجرأة وابتهاج.

هز كلايتون رأسه بقوة، كما لو أنه يريد أن يخرج منها شيئا، ثم انحنى وملأ فمه من ماء النهر، ثم اعتدل واقفا ووجنتاه منتفختان عن آخرهما، ثم نفث الماء عليها كما لو أنه يخرج من خرطوم، فأصابها مباشرة في أحد ثدييها ثم في الآخر. انحدر الماء من فمه على جسدها، وعندئذ صاح ساخرا لرؤيته، كان صوته عاليا بشكل غير متوقع منه؛ فنظر الآخرون من أماكنهم في المياه ثم اقتربوا للفرجة.

انحنت إيفا وانزلقت في الماء حتى غطى رأسها، ثم سبحت في اتجاه التيار، وعندما أخرجت رأسها، كانت كارول قادمة بعدها مباشرة، فيما كان الصبية على ضفة النهر بالفعل يركضون على العشب، وتظهر ظهورهم النحيلة ومؤخراتهم البيضاء المسطحة. كانوا يضحكون ويقولون أشياء بعضهم لبعض ولكنها لم تستطع سماعهم، بسبب وجود الماء في أذنيها.

فسألتها كارول: «ماذا فعل؟» «لا شيء.»

تسللتا إلى الشاطئ، واقترحت عليها إيفا، قائلة: «دعينا نبق خلف الأجمات حتى يذهبوا؛ فأنا أكرههم على أي حال. أكرههم حقا. ألا تكرهينهم أنت؟»

قالت كارول: «بلى، بالتأكيد.» ثم انتظرتا، ليس طويلا، حتى سمعتا الأولاد ولا تزال أصواتهم صاخبة ومنتشية تبتعد رويدا رويدا عكس مجرى النهر حيث كانوا قد تركوا القارب. سمعتاهم يقفزون فيه وشرعوا في التجديف.

قالت إيفا، وهي تحيط جسدها بذراعيها وترتجف بشدة: «سيجدون صعوبة كبيرة في العودة عكس التيار. من يهتم؟ على أي حال فهو لم يكن يوما زورقنا.»

अज्ञात पृष्ठ