221

सिर्र फसाहा

سر الفصاحة

प्रकाशक

دار الكتب العلمية

संस्करण संख्या

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

فعدل في العبارة عن ذلك إلى أني كنت في يمينك فلا تجعلني في شمالك لأن هذا المثال أظهر إلى الحس. وكذلك قول الآخر: تركت يدي وشاحا له ... وبعض الفوارس لا يعتنق فعبر عن قوله: عانقته بأنني تركت يدي وشاحًا له فأوضح المعنى حين جعل له مثالا معروفًا مشاهدا. ومنه أيضًا قول زهير: ومن بعض أطراف الزجاج فإنه ... يطيع العوالي ركبت كل لهذم١ لأنه عدل عن وقوله: ومن لم يطع باللين أطاع بالعنف إلى أن قال: ومن لم يطع زجاج الرماح أطاع الأسنة وكان في هذا التمثيل بيان المعنى وكشفه. ومن أمثلة ذلك في النثر ما كتب به الوليد بن يزيد - لما بويع - إلى مروان ابن محمد قد بلغه توقفه عن البيعة له: أما بعد فإني أراك تقدم رجلًا وتؤخر أخرى فإذا أتاك كتابي هذا فاعتمد على أيهما شئت والسلام. فعبر عن مراده بمثال أوضحه وأوجزه. ومنه أيضًا ما كتب به الحجاج إلى المهلب حين حضه على قتال الأزارقة وتوعده له حيث قال: فإن أنت فعلت ذلك وإلا شرعت إليك صدر الرمح. فأجابه المهلب وقال: فإن يشرع الأمير إلى صدر الرمح قلبت له ظهر المجن. وهذا كله

١ الزجاج: جمع زج وهو الحديدة في أسفل الرمح والعوالي: التي يكون فيها السنان واللهدم: السنان القاطع.

1 / 233