सीरत मुलुक तबाचिना
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
शैलियों
هنا عاجله الملك بالسؤال: وهل صادفك من هم أعلى منزلة منا؟
صمت السائل ولم يجب. - إني أسالك؟
عندئذ انهمك السائل في تناول طعامه لائذا بصمته كمن لم يسمع.
وحين تدخل بعض الحاضرين مطالبينه بالرد على التبع، انتصب واقفا مجيبا عليه: أجل. - من إذن؟ - ملك بعلبك. - هل سبق لك زيارة بلاده؟ - أجل.
واجهه الملك ذو اليزن: أخبرني أيها الصديق.
وهنا اندفع ذلك الغريب السائل، ساردا تاريخه وخصائصه وحصونه وقلاعه وكتائب جيشه - من حراس الأرز - وعن سطوته وثرائه. - يا للغرابة!
ليلتها لم ينم التبع وظل يفكر، وفي النهاية عقد العزم على المسير إلى بعلبك والبقاع مهما كلف الأمر؛ لتأمين ذراع حمير الطولى وتحصينها التي أخذ «تباعنتها» على الدوام بمنطق «أن الهجوم خير وسائل الدفاع». - أيها الناس، إن لم تهاجموا الناس هاجموكم، وإن لم تغزوهم غزوكم.
ولم يطل الوقت كثيرا بطبول الرجروج، حتى سمعت مدوية عالية من كل موطن وقوم، على طول ملك حمير الشاسع.
واتخذ جيش ذو اليزن طريقه شمالا إلى أن حط رحله في موطن يقال له «وادي فزان» على مشارف «بيت الله» في الكعبة.
وتوقف ذو اليزن منبهرا من الكعبة وبنائها وشموخها، والآلاف المؤلفة التي قدمت لزيارتها من كل موطن وقوم وكيان.
अज्ञात पृष्ठ