सीरत मुलुक तबाचिना
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
शैलियों
حتى إذا ما سنحت - للتبع العاشق - رؤيتها بطريقة مباغتة ساحرة للمرة الأولى، أردته من فورها صريع هواها وعشقها.
ذلك أن الجليلة بنت مرة - وكجزء من خطتها - في تملك قلب التبع حسان، دبرت خطة ذكية مفاجئة ولا تخلو من أخطار، لتلتقي به متنكرة على هيئة أمير فارس شاب مع مطلع نهار خرج أثناءه التبع محاطا بفرسانه وكوكبة قوداه المقربين للصيد والقنص في أحد مروج لبنان.
وهنا تحينت - الجليلة - تلك اللحظة للالتقاء بالتبع، وهو يطارد أحد الحيوانات البرية، فبرزت له من بين الأشجار، بعد أن أردت فريسته بسهمها، فما كان من الملك التبع سوى الترجل مندهشا من مواجهة ذلك الفارس الماهر المجهول الذي قاربه مواجها: من أنت؟ - أنا قدرك، أيها الملك.
وبعدما فاق التبع حسان من هول المفاجأة على هذا النحو استل حسامه، كما لو كان على موعد مع لحظة اغتيال غادرة مباغتة. - قدري؟! - أجل، يا مليكي.
حتى إذا ما كشفت خباءها عن وجهها الباهر الجمال مرخية خصلات شعرها العسجدي الضارب إلى الحمرة، متقدمة في حياء مغمغة: أنا، الجليلة بنت مرة! - أميرتي الجليلة؟ - أجل.
وضحكا طويلا وهما يطلقان لخصيانيهما العنان إلى أحد المروج المهجورة.
توقف الملك حسان منبهرا في أقصى نشوته من تلك المفاجأة العذبة التي أرادت بها الجليلة أن تدخل السرور على قلب الملك. - متى ينتهي كل شيء لنسعد معا يا جليلة طيلة عمرنا؟ - أنا طوع يمينك يا مليكي.
ومنذ تلك اللحظة والملك حسان، لا ينسى مقدار السعادة التي غمرته كما لم تغمره من قبل إثر لحظة الفرح تلك التي جعلته ينتشي بالحياة وحبورها الذي يضفيه الحب قبل أي شيء آخر.
ولم يطل لقاؤهما، ذلك أن الجليلة تعمدت إنهاء ذلك اللقاء الخاطف المفاجئ، حين ودعته معاودة تنكرها بعدما خلع عليها قلادته الملكية فأطلقت عنان حصانها مسابقة ريح الصباح، مختفية، تاركة التبع العاشق، ليلحق بركبه وفرسانه، كمثل طائر هائم محلق بين أرز لبنان الساحر المتعانق في شموخه إلى عنان السماء.
حتى إذا ما لحق فرسان الملك حسان به ظل يضحك في فرح منتشيا، مما أثار فضول مرافقيه، عندما فاجئوه مع غروب الشمس تمهيدا للعودة إلى دمشق محملين بأسراب صيدهم! - نريد أن نعرف صيد التبع اليوم. - أروع صيد.
अज्ञात पृष्ठ