सीरत मुलुक तबाचिना
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
शैलियों
هبت من فورها مبتعدة، إلى أن استدارت سائلة والدها: هل كانت «السيدة» على علم بموعد قدومك إليها؟ - أبدا، لا أحد يعرف، حتى أنت يا تدمر، فأنا لم أخبر أحدا إطلاقا هذا النهار.
واجهت تدمر الجدار وهي تدقه بقبضتها في عصبية. - وما الذي أتى بعمرو تلك الساعة؟ - لا أعرف.
عم صمت ثقيل داخل المخدع.
وحين تناهى إليهما - حسان وابنته - سماع اقتراب أصوات خارجية وحفيف أقدام زوجته وجواريها، اندفعت تدمر من فورها خارجة مغلقة باب المخدع، مانعة الجميع، حتى أمها، من الاقتراب من غرفة الوالد التبع، وهو على تلك الحال؛ نهبا لهواجسه التي تطحن رأسه، صارخة في صرامة: أبي ليس مريضا ولا شيء من هذا، لكن حذار من الاقتراب الآن! ابعدوا جميعا.
عادت من فورها، إلى حيث أبيها المتوعك الذي من فوره مضى متقلبا على فراشة، كمن يعاني ألما معويا يمزق أحشاءه. - ابعدوا الآن.
اندفعت تدمر جارية باحثه عن طست وإبريق الاغتسال المصاغ من الذهب الإبريز، دافعة به تحت ذقنه وفمه لتلقي «القيء» الذي تزاحم في حلقه وفمه مسترجعا. - شربت من يدها، لا أعرف ماذا شربت من يد تلك السيدة المرعبة.
عاد الملك يتلوى من جديد معاودا القيء وكأنه يستخرج أحشاءه عن آخرها. - علقم!
جرت تدمر باحثة عن قطعة من الليمون ولما لم تجد. - ليمونة، ليمونة.
اندفعت متجهة إلى الباب المفضي إلى المطبخ الملحق بالمخدع، ومرة أخرى عادت تصرخ في وجه كل من حاول الاقتراب من غرفة أبيها: حذار، الليلة، أبي ليس مريضا، ابعدوا.
عادت إليه بعصير الليمون وبعض الأعشاب فتناولها التبع شاربا، مكوما كل وسادات المخدع من فوق رأسه ووجهه الغارق في بحار العرق، لإيقاف الصداع والألم، وسرعان ما علا غطيطه وصراخه: لا.
अज्ञात पृष्ठ