इमाम अली की जीवनी

अहमद बकरी d. 891 AH
42

بها من يقتلها فلما فرغ الامام من ذلك جمع الأموال وجمع ذلك كله في دار عدو الله المنتقم وقفل عليه وختمه وأوصى بحفظه ثم اقبل الامام على القوم وقال لهم ان الله سبحانه وتعالى قد دعاكم للاسلام ومن عليكم بالايمان وأنقذكم من ظلمات الكفر والطغيان واني ماض عنكم فالله في أنفسكم فلا تكفروا بعد ايمانكم ولا تنافقوا في اسلامكم امل الله الرجعة إليكم عن قريب إن شاء الله تعالى بعد بلوغ ما أريد من ملككم الزميم واصرف شره وشر صنمه وشيطانه الرجيم فقالوا جميعهم يا ابن عم الرسول انا لن نؤمن الا بحقيقة أمرنا وقد علم الله صدقنا وأراد لنا الحياة واطمأنت أنفسنا ونسير معك وبين فما يكبر علينا ان نقاتل بين يديك ملكنا وأهلنا فلما سمع الامام منهم ذلك سر بمقالتهم وعزل لهم مائة رجل يمكثون في الحصن وامر عليهم جنبل بن خليل الباهلي وأوصاه بالشفقة على من في الحصن ووصاهم بحفظ ما فيه وامر على الرعاة جنبل بن ركيع فقال جنبل يا أمير المؤمنين بالذي بعث بن عمك بالحق بشيرا ونذيرا لا تأخرني عن المسير معك لحرب قومي وقتال عشيرتي يطول دهرنا وزماننا ولا اتركه حتى يشفي غليل قلبي وما قدمت من ذنبي قد جزأه الامام خير على كلامه وقال له يا جنبل فان الله كريم لا يعجل على من عصاه ثم إن الامام دعا بعبد يقال له حصن بن شنبش وأمره على الرعاة وأوصاه بحفظ السائقة والأموال وأوصاه يروحها كل ليلة إلى داخل الحصن ثم سار الامام واخذ معه الثلاثمائة فارس طالبين حصن رامق ووادي الحديق وصاحبه الأمير عليه الخطاب بن هند الحميري الملقب بمروع الوحوش فساروا وقد اخفى الله أمرهم وما جرى لهم فلم يعلم أحد من أهل الحصون والأودية واما الملك الهضام فقد اشتد كفره وطغيانه وتجبره وقد شاع في العرب ذكره وعظم خطره وكان يركب كل سنة ثلاث مرات إلى صنمه فإذا دخل عليه خر له ساجدا من دون الله عز وجل فلا يرفع رأسه حتى يهتف الشيطان بصنمه ويأمره بالقيام (قال الراوي) فبينما عدو الله في تزايد كفره إذ ورد عليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جميل بن كثير العابد فاستأذن في الدخول على الملك قيل له اصبر حتى نخبر الملك بقدومك ثم إن الحاجب

पृष्ठ 42