استغنوا زيد عَلَيْهِم وتؤامرني فِي ذَلِك ولعمري إِن هَذَا للجور حق الْجور فَإِذا جَاءَك كتابي هَذَا فخذهم بِمَا ترى عَلَيْهِم من الْحق ثمَّ قسم ذَلِك على فقرائهم واقعد على طَرِيق الْحَاج قوما ترضاهم وترضى دينهم وأماناتهم يقوون الضَّعِيف ويغنون الْفَقِير فوَاللَّه لَو لم يأتني من قبلك إِلَّا كف لرأيته من الله قسما عَظِيما وَالسَّلَام
عمر وفرتونة السَّوْدَاء وَمَا كتبه اليها وَإِلَى عَامله على مصر بشأنها
قَالَ وَكَانَ بريد عمر بن عبد الْعَزِيز لَا يُعْطِيهِ أحد من النَّاس إِذا خرج كتابا إِلَّا حمله فَخرج بريد من مصر فَدفعت إِلَيْهِ فرتونة السَّوْدَاء مولاة ذِي أصبح كتابا تذكر فِيهِ أَن لَهَا حَائِطا قَصِيرا وَأَنه يقتحم عَلَيْهَا مِنْهُ فيسرق دجاجها فَكتب
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من عبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى فرتونة السوداءمولاة ذِي أصبح بَلغنِي كتابك وَمَا ذكرت من قصر حائطك وَأَنه يدْخل عَلَيْك مِنْهُ فيسرق دجاجك فقد كتبت لَك كتابا إِلَى أَيُّوب بن شُرَحْبِيل وَكَانَ أَيُّوب عَامله على صَلَاة مصر وحربها آمره أَن يَبْنِي لَك ذَلِك حَتَّى يحصنه لَك مِمَّا تَخَافِينَ إِن شَاءَ الله وَالسَّلَام
وَكتب إِلَى أَيُّوب بن شُرَحْبِيل من عبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى ابْن شُرَحْبِيل أما بعد فَإِن فرتونة مولاة ذِي أصبح كتبت إِلَيّ تذكر قصر حائطها وَأَنه يسرق مِنْهُ دجاجها وتسأل تحصينه لَهَا فَإِذا جَاءَك كتابي هَذَا فاركب أَنْت بِنَفْسِك إِلَيْهِ حَتَّى تحصنه لَهَا فَلَمَّا جَاءَ الْكتاب إِلَى أَيُّوب ركب بِبدنِهِ حَتَّى أَتَى الجيزة يسْأَل عَن
1 / 62