لقد بان عندي يا أمير حروف
فهذا عربان الهلالي أبو علي
عليهم الذهب وهم قاعدين دفوف
هذا ملكهم ابن سرحان يا ملك
أمير ابن أمير سيد المعروف
وكالعادة، حاوطت المخاوف الزناتي خليفة، فجمع مجلس حربه، وعلى رأسه ابن أخته الأمير الملقب بالهصيص، الذي هون من مخاوف الزناتي، وهو الذي «تحت يديه أربعة وعشرون أميرا، وكل أمير يحكم على مائة ألف عنان»، وأمره الزناتي بإحضار قلم وقرطاس، وأشار إليه أن يكتب إلى ملاك بلاده على طول الديار التونسية والمغرب العربي، الأندلس وشبه جزيرة أيبريا بعامة وما بها من ممالك ودويلات، سبق أن غزاها ذات هذا التحالف العربي الهلالي، وفي طليعتهم الفينيقيون من شعوب بحرية لبنانية وفلسطينية وسورية، منذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، حيث حطوا رحالهم أول أمرهم في قرطاج أو تونس، انطلاقا منها إلى إسبانيا والبرتغال، أو ما يعرف فيما بعد بالأندلس، حيث وصلت الدويلات أو المدن الدول العربية إلى 14، منها بنو الأحمر، وبنو طليطلة، وبنو الزيري، ومظلوم ... إلخ.
وهكذا ما إن اندلعت الحرب بين الهلالية، وتحالف الزناتي، حتى نازلهم في البداية أخوه الأمير الهصيص، الذي تولى منذ البداية تجميع تحالفهم القبلي على طول المغرب العربي والأندلس، كما يتضح من قصيدته هذه:
يقول الفتى الهصيص قام لحربي
والنصر بالله والسيوف الجدب
يا حاضرين اسمعوا ثم انهضوا
अज्ञात पृष्ठ