ثم قتل دياب الملك سليمان، وجلس على كرسي مملكته، وانتهى من تحرير القلاع السبع، وولى عليها وجوه بني زغبة من قبائله اليمنيين وعرب الإمارات.
وبدوره واصل أبو زيد زحفه لتحرير نصيبه في حكم المغرب العربي، فافتتح القيروان، واستقبله أهلها بالورود والرياحين والزينات ثم فتح مراكش، إلى أن وصل إلى مكان، تدعوه السيرة «بالأندلس».
2
وحين انتهى أبو زيد ودياب من الوصول بفتوحاتهما عبر المغرب العربي، وصولا إلى شبه جزيرة أيبريا - أو ما تدعوه السيرة بالأندلس - اجتمع أبو زيد ودياب في بلد تدعى «عين تورز»، وعادا إلى تونس للاجتماع بالسلطان حسن بن سرحان في نجوة بني هلال، وأعادوا من جديد تقسيم «الغرب» أو المغرب العربي بالسوية كما يذكر النص.
إلا أن دياب أصر على أن يأخذ كعهده تونس «عوضا عن موت الخضرا» فرسه التي قتلها الزناتي، خارج القسمة «بالسوية».
وأصبحت القيروان وتوابعها عاصمة للسلطان حسن، أما أبو زيد فاتخذ الأندلس عاصمة له.
مأساة سعدى ومرعي
وهكذا استتب الأمر للهلالية من عرب قحطانية وقيسية. أو نجدية حكم المغرب العربي وصولا إلى مداخل أوروبا الجنوبية دون مناوئ.
واتساقا مع ما هو متبع، فما إن هدأ صراع الحرب والنزال، حتى اندلعت حروب القصور، والمضاجع والحريم.
ذلك أن دياب بن غانم ما إن عاد فاتحا منتصرا إلى حيث مقره تونس، وبالتحديد قرطاج عاصمة ملكه المترامي، ليعيش حياته المترفة داخل حريمه «بعدد شعر الرأس»، حتى بدأ صراعه مع أسيرته سعدى ابنة الزناتي خليفة التي تمكنت بدورها، من أن تصبح عينا مسلطة داخل حريم دياب لحساب الشق الثاني من التحالف، السلطان حسن وأبي زيد، فهربت من فورها المكاتبات والرسائل للسلطان حسن ومرعي تخبرهما بما أصبحت فيه من ذل وتجبر دياب وتنكيله بها إلى حد التهديد اليومي بالقتل والتشويه، وهي التي نسيها، وتخلى عنها الجميع.
अज्ञात पृष्ठ