فلما وصل إلى مصر طيف به وشهر للناس على جمل، واعتقله عنده مدة ثم أظهر توبة ، فأطلقه وأحسن إليه ، وخرج إلى المدينة ومات فيها ولما وقف أحمد بن طولون على خبر العمري ، وشدة شو كته على البجة وغيرهم، خاف من سوء العاقبة في آمره إن أغفله فانفذ جيشا عليه قائد من قواده يعرف بشعبة بن خركام البابكي ، فلما قرب منهه خرج إليه العمري وقال لا صحابه: لا تعجلوا فاين هذا رجل اعجمي وانا أخاطبه بنفسي وانظر ما عنده فخرج من عسكره ، وقال لمن قرب من عسكر شعبة : إني أريد أخاطب الامير قبل وقوع الحرب بيننا ، فعرف شعبة ذلك فخرج إليه ، فلما قرب منه خرج إليه العمري يحيث يسمع بعضهم كلام بعض ، فقال له العمري : إن الامير أحمد بن طولون لم يبلغه خببري على حقيقته ، وقد موه عليه في آمري ، إني لم أخرج ابغي فسادا ، ويدلك على ذلك أني لم أوذ مسلما [ ولا] معاهدا ، وإنما خرجت في طلب أعداء المسلمين حتى كفانا الله أمرهم ، فاكفف يدك عن القتال حتى أكتب إلى الامير ، آعزه الله ، وآكشف لها خبري ، وتكتب أنت أيضا ، فاين قبل عذري ولم نثقل عليه وطاتي وأمن جانبي ، كتب إليك بالكف والانصراف عني ، فانصرفت معذورا مشكورا ، وإن أمرك غير ذلك امتثلتآمره غير ملوم ، فقال له شعبة : لست أنا فيجا (1) لك أحمل كتابك ، ما بيني وبينك إلا
अज्ञात पृष्ठ