310

ولما علم أمير المؤمنين عليه السلام أن الأمراء المذكوين من الأسراء في أشد ما يكون من الأسر والضيق، جهز أخاه الأمير الكبير أبو المظفر علم الدين سليمان بن يحيى بن علي والأمير الكبير حسام الدين محمد بن فليتة بن سبأ من آل أحمد بن جعفر في عسكر وافر من الخيل والرجل وأمرهم بالغزو إلى الجوف لعلهم ينالون من القوم، وكان الأمير موسى بن الإمام المنصور بالله عليه السلام في درب ظالم بالجوف قد جمع معه عسكرا وهو في مراكز أمره بذلك الأميران شمس الدين، وأسد الدين ومعه ولده وجماعة من خواصهم والفقيه أسعد بن الحسن بن ناصر الشنوي.

(قصة أسر الأمير موسى بن الإمام المنصور بالله عليه السلام ومن معه)

قال الراوي: فتقدم الأميران المذكوران بمن معهما من العساكر فلما قربوا من درب ظالم فصدوهم وقد كان بعض السلاطين آل دعام قد أشاد على الأمير موسى بالخروج إلى الحاضنية فكره الأمير ذلك وكان عنده أن أحد لا يقدم عليه لشدة بأسه فلما تراءت الفئتان لم يكن إلا القليل من الطراد بين الخيلين حتى أقحم عسكر الإمام من الخنادق وتسلقو الحيطان وعند ذلك انهزم أهل الدرب كل إلى داره فلم يفلت من أهل الدرب أحد إلا أسيرا ومحفورا أو قتيل، وعاث أحد عساكر الإمام عليه السلام إلا أن رجلا من عيال أسعد من بني عيسى من بني بحير فعل فعالا غضب منه الأمير علم الدين سليمان بن يحيى فضربه ضربة بالسيف ولم يرد قتله فكان فيها سبب موته فأسر الأمير الكبير موسى بن الإمام المنصور بالله عليه السلام وولاه وأسر جماعة من السلاطين قريبا من خمسة عشر رجلا من كبارهم وأسر الفقيه أسعد بن الحسن الشنوي لكونه محاربا للإمام عليه السلام مع القوم وأسر الشيخ عبدالله بن دحروج وقتل مولى أمير المؤمنين المنصور بالله عليه السلام وقد كان أصيب بسهم في عنقه فسار إلى بعض الطريق فتوفي هنالك.

पृष्ठ 324