271

فنالت بذلك الغدر عارا ملازما

وغالت كريما كان لله سعيه

وأورثها قتل الشهيد مذلة

سقا جدنا في حزم سيان واكف

لأن كان حزنا دائما فهو مشهد

وقد ثارت المصاليت بالضبا

ودوخها المهدي حتى تمزقت

فمن مرهق جزت بسيف غلاصمه

ولما اتفقنا منها المآرب وانثنى

يصاحبه بالجيش طورا وتارة

على رسله حولين حتى تزلزلت

وأضحى له طوع القياد مسامحا

وأضحت به الآساد وهي ثعالب

وأضحت له فانقاد للأمر طائعا

تقاعس ممنوع المقادة جامحا

وكم طمعت فيه الملوك فأحجمت

أشيم يحاذي الشهب والسحب رفعة

ويثني عيون الناظرين كليلة

سما فتوهمت الثريا سنامه

أهني به المهدي حصنا سمت له

أهني وإن كنت المهنى وإنما

أفاد براشا صبره وجلاده

وقائع كانت في حضور يصده

ويحمل فوق الذابلات رؤوسه

ومرت له فوق العقاب ملاحم

شهورا وولى ضده عنه محجما

وأسرى بجيش نحو قارن غازيا

فغادرهم صرعى تحوم عليهم

وقاد لحرب الظاهرين وذروة

فأنزلهم بالسيف قهرا فأهبطوا

ومزقهم أيدي سبأ فتفرقوا

وجاش خلال الجوف فاقتاد خيله

ومال على صعدة ميلة

وكانوا بها أحياجلالا فدعدعوا

وسار إلى حين سبأ نحو مأرب

بمجر كموح البحر يطفو عبابه

فعرفهم حكم الكتاب ولم يزل

وأحيا بيوم الأربعاء كل مفخر

فقام مقام الليث عند عرينه

على حين قل الناصرون ولم يقم

وسارت إليه العرب والعجم جهرة

بأرعن مثل البحر يبرق بيضه

دعاه إلى حكم الكتاب فلم يجب

فيا ساعيا في الجود والعلم جاهدا

أتلحق شأوا للذي أدرك العلى

تسامى إلى عليا الورى فانحنت

ألم تر أن الله سير فضله

?

?

لربع عفت آياته ومعالمه

عليه فأضحت باسمات كمائمه

فراقت معانيه ورقت مناسمه

بداء زهره رقما مشوقا دراهمه

غصون روابيه وفاحت لطائمه

وهل يشتفي من بارق لاح شائمه

أخو زفرات موجع القلب هائمه

إذا ضيعت من حق عهد لوازمه

فما أنا إلا صادق الود دائمه

مدونة أيامه وملاحمه

أسنته مشهورة وصوارمه

وقد عولت في كل حي مآتمه وطور يعادينا تبارى صلادمه

पृष्ठ 285