266

عليها تنال المكرمات وتصطفي

إمام الهدى من تحت ظل رواقه

له إرث ميراث النبي بحجة

تولى أمور المسلمين فلم تهن

ولكنه حاز المدا وهو وادع

شديد قواه لين متمهل

لطيف بمن فوق الثرى وهو قاهر

حميت ثغور المسلمون وألقيت

وأحييت آثار النبوة بعد ما

وليت فلا جيد الولاية عاطل

وحسبك فخر أنك الناس كلهم

فما حج بيتا غير بيتك عابد

يروم الورى إطفاء نورك ضلة

وزانك مجد كل يوم وليلة

ففي كل يوم تستطيل بك الهدى

تقهقر بالساعين دونك إنهم

وإن بني الأيام يذهب صبرهم

وإنهم زالو وبأسك ماثل

وأنك لا فض ولا أنت طائش

وهم يستفيدوا والحطام يجرهم

وإنك أوفيت البصيرة حقها

توالت إليك الراسيات بهضبها

وأضحى براش في يديك فأرسيت

ولما غدا من تحت نعلك فرعه

تطاول من فخر كأن هضابه

ولا غرو إن أعطيت ما أنت أهله

لعزمك فلتخضع خراسان كلها

?

?

فقد ربما لان الصخور الجلامد

فؤادي لولا أن جفني شاهد

فودعني ظبي من الأد فارد

ومن أدمعي نظم ونثر فرائد

طواه الحجى واعتادني منه عايد

خلقت صبورا فاز من لا يعاهد

وطاوعني دون الصدور النواهد

بنيت وفيها الخمر والماء بارد[88ب-أ]

وعانقني غصن على الرمل مائد

جواهر در أسلمتها القلائد

جليد ولا دمعي على البين حامد

علينا ولا بجر المفاخر راكد

تشاد على أكبادهن المحامد

ويعلو الثنايا وهي عصم أوابد

تمور كما مار النعام الشوارد

لمدح أمير المؤمنين القصائد

طريف من الذكر الجميل وتالد

عليها له آي المثاني شواهد

قواه ولم تعظم عليه الشدائد

ونال بكفيه السماء وهو قاعد

سبوق قريب في المدا متباعد

حريص على كسب العلا وهو زاهد

إليك أمير المؤمنين المقالد

تعاظم سلطان من الظلم مارد

لديك ولا ربع النبوة بايد

وأنت إذا ما عدد الناس أوحد

ولا زال بابا غير بابك قاصد

وهيهات ما غطى على الشمس جاحد

كما زينت ذكر الجليل قواعد

وتهزم أحراب الضلال الملاحد

على العسر بخال وإنك جائد

إذا نابهم خطب وصبرك زائد وإنهم ناموا وطرفك ساهد

पृष्ठ 280