رجع الحديث ونهض أمير المؤمنين عليه السلام من المحطة المعروفة المحجة يوم الإثنين سابع المحرم سنة خمسين وستمائة، فدخل عليه السلام درب الزاهر ظهيرة النهار في عساكر كثيفة وأظهر الحركة والخروج بنفسه إلى مأرب فلم يلبث حتى وصل كتاب القاضي علي بن عبد الرحمن وغيره من أهل مأرب يحكي أن أهل الدربين المعروفين بمارب قد اجتمعت كلمتهم وتحالفوا ودخل بعضهم مع بعض وحالفوا جنب وثبتت كلمة جنب فيما بينها وصعب الحال وإن مارب لا طريق إليها وكان كثير من الناس يكره مسير أمير المؤمنين إلى مأرب لأغراض ومن جملة من كره مسيره إلى مأرب قوم من أنسابه الشر.
قال أحمد بن جعفر ببراقش فيما بلغني والله أعلم: فلما سمع أمير المؤمنين كلام الناس وعرف أغراضهم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل لا بد من وصول مأرب على كل حال إن شاء الله تعالى وإظهار أحكام الله تعالى فأمر حينئذ إلى بدر الدين بن محمد صاحب بيحان ليدري بكيده وأمر من يتجسس أخبار الناس ويعرف كلمتهم ففرق الله كلمتهم بغير عناية أحد فاختلفت جنب فيما بينها وأقبل قبائل جنب إلى أمير المؤمنين منصور بن الأضيغم وراشد بن أحمد فإنهما صرا عن الحق وضلا وأضلا، فلما علما أن أمير المؤمنين غير متأخر من وصول مأرب نكصا على أعقابهما وبعدا في الجنب ومن قال قولهما وكان أمير المؤمنين منتظرا لوصول عسكر صعدة فلما وصل العسكر من جهة صعدة وكانوا سبعين فارسا ومن الرجل خمسمائة من وجوه الناس وفرسان الشرق والغرب من أهل الشام منهم الأميران الأجلان شهاب الدين، وجمال الدين محمد والحسن بن علي بن يحيى الأشل من آل الهادي إلى الحق عليه السلام في عسكر نجران وأملح، والشيخ الأجل المجاهد عضد الدين محمد بن أحمد بن حجلان في عسكر صعدة ومن انضاف إليها من الجهات.
पृष्ठ 263