رجع الحديث وأقام أمير المؤمنين عليه السلام في محطة العمري إلى يوم الإثنين السابع من شهر الله الأصب رجب سنة سبع وأربعين وستمائة سنة ونهض حتى حط في خدار وجعل مقامه في القلعة والمحطة في المغربة شرقي القلعة ومن هنالك تفرق الناس وأمر الإمام عليه السلام بخراب بلاد جعدان واستئصال شأفته وكان جعدان بن وهب متمنعا في قلعة تسمى الريشة في مغارب صنعاء فأخربت بلاده وضاقت عليه الأرض بما رحبت فأقام أمير المؤمنين في خدار فلما أتم أشهر أمر أصحابه أن يتموا الصلاة وليعلم العدو أنه عليه السلام مقيما في أثره منتظرا للوثبة عليه عند أن تتحقق الفرصة.
ومما قيل في أيام خدار من الشعر من ذلك قول الأمير الكبير عز الدين محمد بن أحمد بن المنصور بالله عليه السلام قصيدة يمدح فيها الإمام ويثني عليه ويستعطفه ويشكو جفوة رآها وقصورا عن منزلة كان يستحقها وأغراضا في نفسه ذكرها وهي هذه:
حي الطلول ومن بها من حاضر
درست وغيرها الزمان فأصبحت
مابين لميس والورود معاهد
دمن جررت بهن أذيال الهوى
فسقى ثراها غير مفسد أرضها
من كل داني المزن هطال الحيا
مستحفز كالحب كان ربابه
ولقد أراها والحديد إلى بلى
في حيث لا ترميك مقلة أحور
كم قد عهدت بهن من خرعوبة
من كل فاترة اللحاظ كأنها
ريا الروادف لين أعطافها
يا أيها المترحلون تحملوا
يشفي العليل وإن تقادم عهدكم
مالي أقيم على التهاون مغضبا
وإذا شددت ففوق كل مطهم
والأرض ذات العرض لي مستوطن
تحتال لي نسل الوجيه ولاحق
وإلى الإمام بن الحسين بعثتها
وهاب كل طمرة ملبوبة
الطيب بن الطيبين أرومة
ملك إذا ذكر الملوك فعنده
يغشى الأمور إذا تعاظم خطبها
يجلي بضرته الظلام ويستقى
ويناط أمر المسلمين بقائم
ماذا نقول لمن علمنا أنه
إنا رأينا فيك سر نبوءة
فإذا سمحت فمن غمام ماطر
ونقل إن قلنا خليح مفعم
كم حاول الضلال مجدك وانثنوا
ورنت عيون الحاسدين فأصبحت
نور من الرحمن لا يغتاله
وإذا تعاظمت الأمور وأرهقت قشعت ظلمتها بفكرة حازم
पृष्ठ 241