सिराज मुनीर
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
शैलियों
• (أن الفقراء المهاجرين) في رواية فقراء المؤمنين (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة) وفي رواية أن فقراء المهاجرين الذين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا رواه مسلم قال العلقمي ويمكن الجمع بين حديث الأربعين وحديث الخمسمائة عام بأن سباق الفقراء يسبقون سباق الأغنياء بأربعين عاما وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام إذ في كل صنف من الفريقين سباق وقال بعض المتأخرين يجمع بأن هذا السبق يختلف بحسب أحوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب جرائمهم ولا يلزم من سبقهم في الدخول ارتفاع منازلهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وإن سبقه غيره في الدخول فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة قد تجتمعان وقد تنفردان وأفتى بان الصلاح بأنه يدخل في هذا الفقراء الذين لا يملكون شيئا والمساكين الذين لم شيء لا تتم به كفايتهم إذا كانوا يغر مرتكبين شيئا من الكبائر ولا مصرين على شيء من الصغائر ويشترط فيهم أيكونوا صابرين على الفقر والمسكنة راضين بهما وقد زعم بعضهم أن دخول النبي صلى الله عليه وسلم متأخر عن دخول هؤلاء الفقراء لأنهم يدخلون قبله وهو في أرض القيامة تارة عند الميزان وتارة عند الصراط وتارة عند # الحوض وهذا قول باطل ترده الأحاديث فيدخل الجنة ويتسلم ما أعد له فيها ثم يرجع إلى أرض القيامة ليخلص أمته بمقتضى ما جعل الله في قلبه من الرحمة والشفقة عليهم قال القاضي عياض ويحتمل أن هؤلاء السابقين إلى الجنة ينعمون في أفنيتها وظلالها ويتلذذون إلى أن يدخل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يدخلونها معه على قدر منازلهم وسبقهم (ه) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح
• (أن فنا أمتي بعضها) بالجر بدل من أمتي (ببعض) على حذف مضاف أي بقتل بعض في الحروب والفتن أي أن إهلاكهم بسبب قتل بعضهم بعضا في الحروب فإن الله لم يسلط عليهم عدوا من غيرهم أي لا يكون ذلك غالبا بسبب دعاء نبيهم (قط) في الإفراد عن رجل من الصحابة قال الشيخ حديث ضعيف منجبر
• (أن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها) أي عنها (ست بكرات) جمع بكرة بفتح فسكون من الإبل بمنزلة الفتى من الناس (فظل ساخطا أي استمر غضبانا كارها لذلك استقلالا له وطلبا للمزيد وفائدة عدم تسمية المهدي الستر على ما وقع منه (لقد هممت) أي عزمت (أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري) أو ثقفي (أو دوسي) أي ممن ينتسب إلى هذه القبائل لأنهم لمكارم أخلاقهم وشرف نفوسهم وطيب عنصرهم إذا أهدى أحدهم هدية أهداها عن سماحة نفس ولا يطلب عليها جزاء وأن جوزى لا يسخط وإن نقص الجزاء عما أعطاه ونبه بالمذكورين على من سواهم ممن اتصف بشره النفس فلا تدافع بينه وبين ما ورد من أنه قبل من غيرهم (حم ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح
• (أن فاطمة أحصن فرجها) أي صانته عن كل محرم من زنا وسحاق وغيرهما (فحرمها الله وذريتها على النار) أي دخول النار عليهم قال المناوي فأما هي وابناها فالمراد فيهم التحريم المطلق وأما من سواهم فالمحرم عليم نار الخلود البزار (د طب ك) عن ابن مسعود
पृष्ठ 101