सिराज मुनीर
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
शैलियों
• (أن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات) بضم العين المهملة من العق وهو القطع يقال عق والده إذا أذاه وعصاه وهو ضد البر به والمراد به صدور ما يتأذى به الأصل من فرعه من قول أوف عل إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الأصل وإنما خص الأمهات وإن كان عقوق الآباء وغيرهم من ذوي الحقوق عظيما فلعقوق الأمهات مزيد في القبح ولأن العقوق لهن أسرع من الآباء لضعف النساء وينبه على أن بر الأم مقدم على بر الأب (ووأد البنات) بفتح الواو وسكون الهمزة هو دفنهن بالحياة وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك كراهة فيهن ويقال أن أول من فعل ذلك قيس بن عاصم التميمي وكان بعض أعدائه أغار عليه فأخذ بنته فاتخذها لنفسه ثم حصل بينهم صلح فخير ابنته فاختارت زوجها فآلى على نفسه أن لا يولد له بنت إلا دفنها حية فتبعته العرب على ذلك وكان فريق من العرب يأتون قتل أولادهم مطلقا أي سواء كانوا ذكورا أو إناثا خشية الفقر أو لعدم ما ينفقه وكان صعصعة بن ناجية التميمي وهو جد الفرزدق همام بن غالب # ابن صعصعة أول من فدى الموؤدة وذلك أنه كان يعمد إلى من يريد من يفعل ذلك فيفيدي الولد بمال يتفقان عليه وإلى ذلك أشار الفرزدق بقوله:
وجدي الذي منع الوائدات
• أحيى الوئيد فلم يوءد
पृष्ठ 362