सीरत इब्न इशाक

इब्न इशाक d. 151 AH
175

सीरत इब्न इशाक

سيرة ابن اسحاق

अन्वेषक

سهيل زكار

प्रकाशक

دار الفكر

संस्करण संख्या

الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م

प्रकाशक स्थान

بيروت

امرك، واقض ما انت قاض، فلما رأى ذلك عمر سقط في يديه، فقال عمر لأخته: أرأيت ما كنت تدرسين اعطيك موثقًا من الله لا امحوها حتى اردها إليك، ولا اريبك فيها، فلما رأت ذلك اخته، ورأت حرصه على الكتاب رجت ان تكون دعوة رسول الله ﷺ له، فقالت: إنك نجس (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) «١»، ولست آمنك على ذلك، فاغتسل غسلك من الجنابة، واعطني موثقًا (٨٠) تطمئن إليه نفسي ففعل عمر، فدفعت إليه الصحيفة، وكان عمر يقرأ الكتاب، فقرأ «طه» حتى إذا بلغ «إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى» إلى قوله «فَتَرْدى» «٢» وقرأ «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» حتى بلغ «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ «٣»» فأسلم عند ذلك عمر، فقال لأخته، وختنه: كيف الاسلام؟ قالا: تشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وتخلع الآنداد، وتكفر باللات والعزى، ففعل ذلك عمر، وخرج خباب، وكان في البيت داخلًا، فكبر خباب وقال: أبشر يا عمر بكرامة الله فإن رسول الله ﷺ قد دعا لك أن يعز الله الاسلام بك، قال عمر: فدلوني على المنزل الذي فيه رسول الله ﷺ فقال له خباب بن الأرت: أنا أخبرك، فأخبره أنه في الدار التي في أصل الصفا، فأقبل عمر، وهو حريص على أن يلقى رسول الله ﷺ، وقد بلغ رسول الله ﷺ أن عمر يطلبه ليقتله ولم يبلغه اسلامه، فلما انتهى عمر إلى الدار استفتح، فلما رأى أصحاب رسول الله ﷺ عمر متقلدا بالسيف، أشفقوا منه، فلما رأى رسول الله ﷺ وجل القوم قال: افتحوا له فإن كان الله ﷿ يريد بعمر خيرًا اتبع الاسلام وصدق الرسول، وإن كان يريد غير ذلك لم يكن قتله علينا هينا، فابتدره رجال من أصحاب رسول الله ﷺ، ورسول الله ﷺ يوحى إليه، فخرج

(١) سورة الواقعة: ٧٩. (٢) سورة طه: ١- ١٦. (٣) سورة التكوير: ١- ١٤.

1 / 183