============================================================
السيرة المؤبدية من المسلمين صبح الفرج من عند الله سبحانه مسفرا ، فقد عرفته وما ذاك إلا صنع من الله جميل له - أدام الله تمكينه - نزع عنه لياس عار وأشعره من نفى الظنة عن فضله وأدبه أحسن شعار، وليست الطافهم وهداياهم بعا ينبغى أن يستفز ذا حنكة ، ومن يأوى من العقل إلى أدنى مسكة ، فانها سهام مسمومة وأسياب القصد فى حسن المخاطبة (1) بها معلومة ، ولو طالت هم يد- لا أطالها الله أبدا ، ولا فت إلا فى عضدهم عضدا، لاستنابوا عن الألطاف والهدايا ما يرميهم الله به من قوارع البلايا والرزايا ، وذلك أمر اوضح من النهار ، يغنى عن إقامة دليل عليه بفضل الاستظهار . وأما ما ذكره من سكونه إلى ما رأته الحضرة التبوية المقلسه خلد الله ملكها ، ومجلس الوزارة السامى حرس الله عزه ، من صرف العزم الكريم إلى هنه الحجفية يما يهوى معه فى الثرى نواجمها ، ويقطع ببأس الله تعالى يراجمها ، عصبية للدين وغيرة على المسلمين ، الذين أصبحت أموالهم طعمة لأهل البغى ، وحريمهم عرضة للانتهاك والسبى ، ووقوع التسيير لى إلى مستقر الأجل المظفر الذى هو لعارض هذا الداء الطب الرفيق ، وله فيه الرأى المصيب والفكر الدقيق ، وقوله إن ذلك من الأمور التى تقتضى أن ييذل فيها النفيس ل من كل ذخر ، ويستلان فى أثناء بلوغ الايثار فيها كل خشن ووعر ، وأنه انتهى إلى كريم سمعه أن الواصل يصحبتى قاصر دون حد الكفاية ، مقصر بالممتد من أيدى الرغبات عن بلوغ الغاية ، وأنه أدام الله تمكينه حزيه من الأمر ما يحل من جلال هذا الأم محل الدقاق وما لا مطار له فى هذه الأفاق ، فأنفق عليه خمسمائة ألف دينار ، وهو ها مستقل ح انقاد له زمام حزنه وهو سهل ، فقد عرفته ، وهو يعلم خاصة والعقلاء عامة ان الذى نتحمله الحضرة المقدسة خلد الله ملكها فى كل سنة من مثونة الحرمين المحروسسين وحدهما فضلا عن روابط(ب) الصدقات المتصرفة فى الأقطار إلى غيرها (ج) ما يقوم بازاء مؤنة الملك المدل بنفسه المذل لأيناء جنسه ، فكيف يتعاظمها فى هذا الباب الانفاق . ولعل فى فضاء ساحة جودها تضييق (د) الآفاق ، وما هذا شىء يحرك النحيزة(*) العلوية ، التى فى موضوع علمها أن الدنيا أضغاث أحلام ، وأن الكنسب من زبرجها متقشع تقشع ضباب وغمام ، وإن كان فما صحبنى قل ففما ورانى بحمد الله كثر ، وإن سال على ما يظن معى نهر فالذى يلينى بقضل الله ورحته يحر ، وما هنالك (و) إلا سماء فتحت أبوابها في يد (1) فى ك : المخالصة . (ب) فى د : ووات ، وفى ك : روابة .
(ج) في ك : إلى غيرهما . (د) في د: تضيع .
(5) ف د: الحيزة . (و) في د: هناك .
पृष्ठ 142