============================================================
السيرة المؤنيدية وأما القول أنها حرس الله عزها - ما نعرف معنى هذه الرقة من الناس والشفقة ، فقد أجلها الله سبحانه عن أن لاتعرف ذلك ، فمعلوم أننى مادخلت إلها أدام الله سلطانها يوما من الآيام الا لحاجات الناس أقضها وأبواب أخر أقوم بها ، والناس بين رجلين : أحدهما من قضيت لهه حاجة فيتعين عليه أن يظهر شفقة ، والآخر من سمع بذكرى وأننى لا أوثر غير مصلحة ولا أدخل فى مساءة ففرض عليه حكم الانسانية أن يتوجع لمن هذه سبيله إذا خاف عليه أمرا . والكلام فى جميع هذه الأبواب فضل ، بعد أن عزلت عن سماعه سمعى ، وألقيت بين عيى عزمى ، ولم أرجع عما رهنت به لسانى ؛ وأما قولها - أعلى الله مقالتها - أنها تنزهنى عن القلق والفرق ، وأنا الرجل الذى تمرست فى حين الشبيبة بالآفات ، وتحككت بالفادحات المعضلات قذلك صحيح ،فها أنا مرتكس فيها وخانض لتيارها ، ولكنى ما فزعت من شرف الى غرب ، ولا وليت ظهرى جور إخوان وصحب ، إلا ليبدلنى الله عن الحوف أمنا ، وعن القلق سكونا ، ومن جعل مساورة الخطار ، ومياشرة الأهوال الكبار ، قانونا للدهر وقرينا ، لا يبار حتى طول مدة العمر . وأما الأسر العالى بأننى لا أعير المتكلمين طلرفا ، ولا أتنى نحوهم عطفا فقد قلت وأقول إننى لمقابله بالسمع والطاعة . وأما المرسوم فى معنى تاج الأمراء وترك الخروج عن المثالة الممثلة فى بايه ، فقد خدست في أمره خدمتين عظيمتين انه عرفت لى إحداهما : أننى نصونت عن استصحاب قوم سن ذوى بغضة إلى دياره فأتركه ينفر عنى ويتجمع منى ولا يدنو لغرضى إن استدنيته وأكون بعد ذلك على فرق سنه ، أو يكون أحد الأراذل والأتباع يحدث شؤمة فيلقى بأسهم بينهم فنحصل فى صداع قريب يشغلتا عن البعيد ، والأخرى ألا يذهب المال فيهم ضياعا طول مقامهم معى بحلب إلى أن يتقرر أمر تاج الأمراء وابن وثاب(1) وهذا الياب غير مفسح لتوجه الكلبيين على الوجه الأمور به ، ولا محدث فى الأمر ما يقع الحذر بنه ، فهو أمثل من الثالة المذكورة إذا نظرت إليه عين النصفة ؛ وأما وقوع الاستصابة لما يفعله صاحب الحيش من حشد الحشود وتجنيد الجنود ، فأقول اليست هذه الحشود والحجنود إذا اجتمعوا تعلقوا بأطواقى وقالوا هات، فأعللهم حينئذ بالوعود ، وأجردهم للسهام والأسنة بالبذول ، أفرأيت من توجه للقتال بالمواعيد ، ويقول هم "امكثوا إنى آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون" وأن المال واصل على إثرى ، أحاشى الحضرة السامية أن تكون بهذا (1) هو منيع بن شبيب الميرى صاحب حران وكان إذ ذاك فى حروب مع تاج الأمراء ممال بن صالح صاحب حلب على امتلاك الرقة (راجع مرآة الزمان حوادث سنة 448 تسخة خطية بدار الكتب المصرية) .
पृष्ठ 138