सिनेमा वा फलसफा
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
शैलियों
في الواقع، يوجد الكثير من المعضلات الفلسفية المثارة حول الهوية الشخصية. ندعوك إلى تأمل هذه المجموعة من الأسئلة: إلى أي «نوع» من الأشخاص أنتمي؟ ما الذي «يجعلني» أنتمي إلى هذا النوع؟ إلى أي مدى يمكنني أن أتغير، وفي الوقت ذاته أظل نفسي؟ ما الذي يجعلني شخصا من الأساس؟ أيمكن أن أوجد دون جسد؟ هل يمكن أن يستمر وجودي بعد فناء جسدي؟ هل أظل على قيد الحياة إذا كنت في حالة إنباتية مستديمة، أم هل تعني هذه الحالة نهايتي فعليا (وبناء على ذلك، في الحالة الإنباتية المستديمة يظل جسدي حيا، لكن وجودي ينتهي)؟ من بين تلك الأسئلة كلها، تطرح مجموعة منها صعوبة استثنائية، وقد جذبت انتباه معظم الفلاسفة. وهي الأسئلة العامة التي تتناول استمراريتنا عبر الزمن وعبر التغير.
الشخص هو فرد واحد، ويظل ذاك الفرد طوال فترة وجوده. ورغم ذلك يتغير الناس طوال الوقت؛ فتتغير عقولنا، بينما نخوض تجارب جديدة، ونكون ذكريات جديدة، ونصوغ شخصيتنا أو نبدل منها ببطء. في كثير من الصور الدينية التقليدية التي تجسد الحياة الأخرى، يمثل الموت نوعا من الانبعاث على وجود جديد؛ فمن خلال الموت يحدث لنا تحول جذري، ورغم ذلك فإننا نظل - بطريقة ما - «أحياء» بعد موتنا. أهذا ممكن بأي حال من الأحوال؟ ما معنى قولنا بأننا نظل أحياء في حالة كهذه؟ الإجابة الطبيعية هي القول بأننا نظل أحياء في حال ما إذا كان الفرد الذي مات هو نفسه الفرد الذي يوجد بعد الموت، بعدما مر بتحول جذري، وأصبح الآن يغني في جوقة من الملائكة.
4
هذا سؤال حول استمراريتنا؛ أي عن هويتنا عبر الزمن، وعن هويتنا على رغم التغيير.
كيف يمكنك القول بأنك تظل نفس الشخص مع مرور الزمن، على الرغم من أنك تصبح شخصا مختلفا دون شك في مراحل حياتك المختلفة؟ كل ما علينا فعله في هذا السياق هو وضع التصنيفات المناسبة، والتزام الحذر في التعامل معها. يميز الفلاسفة بين نوعين رئيسيين من الهوية: الهوية الكيفية والهوية العددية. الهوية الكيفية هي الهوية التي يملكها شيئان منفصلان عندما يكونان متشابهين تماما. تخيل عملتين من نفس الفئة (فئة 1 يورو على سبيل المثال، سكتا عام 2005). سكت العملات وفقا لشروط صارمة بحيث تضمن أن جميع العملات من نفس الفئة ومن نفس العام متطابقة في كل شيء باستثناء اختلافات لا تكاد تذكر. ومع بدء استخدام العملات وتعرضهما للبلى تتبدد هويتها المتشابهة هذه، لكن العملات التي سكت حديثا تكاد تكون متطابقة.
5
إحدى طرق توضيح هذه الفكرة هي شرحها من منظور الخواص الجوهرية للأشياء. تتضمن الخواص الجوهرية للأشياء: حجمها، وشكلها، وكتلتها، وغيرها من الخواص؛ إنها خواص العملة ذاتها. تتعارض الخواص الجوهرية مع الخواص العلائقية: ما إذا كانت العملة في يدي اليسرى أم في يدي اليمنى؛ ما إذا كانت في المملكة المتحدة أم في الإمارات العربية المتحدة ... إلى آخره. يمكن اعتبار شيئين متطابقين كيفيا بشرط واحد فقط؛ وهو أن يشتركا في جميع خواصهما الجوهرية.
يكفي هذا فيما يخص الهوية الكيفية؛ فهي ليست نوع الهوية الذي يثير اهتمامنا. نحن لا ندرس ها هنا هوية التوائم المتطابقة أو الأشخاص الذين يكاد يكون تشابههم متطابقا، بل نهتم باستمرارية هوية الفرد الواحد عبر الزمن ورغم التغير؛ ولهذا الغرض علينا طرح فكرة الهوية العددية. الهوية العددية هي هوية كيان واحد على مر الزمن. فلتفترض أن لديك خمس عملات متطابقة كيفيا في جيبك، أخرجت واحدة ونظرت إليها ثم أعدتها إلى جيبك ، وبعد أن هززت مجموعة العملات بعض الشيء في جيبك أخرجت واحدة من جديد. تبدو العملة هي نفسها، لكن أهي حقا كذلك؟ السؤال ها هنا بصدد الهوية العددية للعملات. هل التقطت عملة واحدة مرتين أم التقطت عملتين مختلفتين (رغم كونهما متطابقتين كيفيا)؟ من الحقائق المحزنة حول اللغة الإنجليزية أن الكثير من الأساليب التي نعبر بها عن الهوية (عبارات مثل «مماثل ل» و«مطابق ل» وغيرها) يخلط بين الهوية العددية والهوية الكيفية. هذا يعني أنه علينا التزام الحذر حيال طرق تفسيرنا للادعاءات حول الهوية، لكن مفهومي الهوية العددية والهوية الكيفية ليسا بالغي الصعوبة. وهما يسجلان أفكارا في غاية الاختلاف.
نظرية الاستمرارية النفسية للهوية الشخصية
مهمتنا الفلسفية هي تحديد معايير لهويتنا العددية عبر الزمن ورغم التغيير. تخيل أن أعضاءك الجسدية أزيلت واحدا تلو الآخر، ووضع مكانها أعضاء اصطناعية تعمل بنفس طريقة أعضائك الحية العضوية؛ أطرافك حل محلها أطراف آلية، قلبك حل محله مضخة، عيناك حل محلهما كاميرا، الخلايا العصبية في دماغك حل محلها محولات دقيقة خاصة حساسة شبكيا، إلى آخره. (فقط تخيل إمكانية حدوث ذلك.) هل أصبحت في هذه الحالة إنسانا آليا أم أنك قد مت؟ إذا كان معيار هويتك العددية هو استمرارية جسدك الحي، فيجدر بنا القول إنك في حالة تحولك التدريجي إلى إنسان آلي قد مت، واستعيض عنك بشيء جديد؛ بديل آلي. بصرف النظر عن ميزاته هو ليس أنت. على الجانب الآخر، إذا كان معيار هويتك العددية هو عامل أقل دقة، مثل استمرارية جسدك (سواء كان عضويا أم لا) فسوف نستنتج حينئذ أنك أصبحت إنسانا آليا. فوجودك لم ينته عندما حل محل ذراعك ذراع آلي. ووجودك لن يتوقف إذا حل محل إحدى خلاياك العصبية محول دقيق. إذن، عبر تعميم تلك الأفكار البديهية، يمكننا القول بأن وجودك لا يتوقف عندما يحل محل جسدك بأكمله أجزاء تؤدي نفس الوظائف. عبر تفسير عملية الاستبدال الآلي على هذا النحو، تصبح إنسانا آليا.
अज्ञात पृष्ठ