सिनेमा वा फलसफा
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
शैलियों
هي حجة مثار خلاف كبير دون شك. والرد الأشهر عليها هو كالتالي: عندما ترى ماري الألوان أخيرا، فإنها لا تكتسب معرفة حقيقية جديدة، لقد وصفنا نحن المشهد كما لو أنها اكتسبت تلك المعرفة - فجعلناها تقول إنها لم تكن تعرف قط كيف يبدو اللون الأحمر - لكن هذا الوصف كان مضللا؛ لأنه يجعل الأمر يبدو كما لو كانت معرفة شكل اللون الأحمر لا تختلف عن معرفة طول موجة الضوء الأحمر (نحو 700 نانومتر)، ويجعل معرفة الكيفيات المحسوسة تبدو وكأنها مجرد معرفة حقيقية إضافية، في حين أنها تختلف عن ذلك كلية. عندما ترى ماري الألوان للمرة الأولى لا تكتسب بذلك معرفة حقيقية جديدة، بل تكتسب قدرات جديدة. والآن هي قادرة على تحديد ما إذا كانت ثمرات الطماطم ناضجة أم لا بمجرد النظر إليها. قبل تحول قدراتها البصرية كانت تضطر إلى قياس الطماطم بجهاز قياس الطيف اللوني (وهو أداة لا تستغني ماري عنها عند شرائها الخضراوات والفواكه) كي تعرف أهي ناضجة أم لا. لكنها أضحت الآن قادرة على رؤية اللون ثم التعرف على اللون نفسه بعد ذلك (دون الحاجة إلى قياس هذا اللون في كلتا الحالتين)، بل وربما في وسعها كذلك تخيل لون ما كصورة ذهنية. ربما تستطيع الآن أن ترى أحلاما ملونة أثناء نومها، وتتذكر فيما بعد أن جراد بحر أزرق عملاقا كان يطاردها في الحلم، وليس جراد بحر عملاق رمادي اللون. إن نوع المعرفة التي تكتسبها ماري بعد التحول اللوني الذي حدث لها هي معرفة تتعلق بالكيفية لا بالماهية؛ فهي أصبحت تعرف كيف تفعل أشياء، أصبح لديها قدرات جديدة. وبدلا من التعرف على حقائق جديدة حول إدراك الألوان، أصبح لديها الآن قدرة التعرف على حقائق قديمة بطرق جديدة. يعرف هذا الرد على حجة المعرفة عادة باسم «فرضية القدرات».
10
ما مدى منطقية رد فرضية القدرات؟
11
ذلك سؤال تصعب إجابته. هل يمكننا تخيل شخص يملك جميع القدرات التي ننسبها إلى ماري بعد التحول اللوني الذي حدث لها لكنه لا يختبر الكيفيات اللونية المحسوسة؟ هل يمكننا اختزال معرفة الكيفيات المحسوسة في اكتساب قدرات مناسبة، دون أن نكون قد أغفلنا أي شيء؟ من الصعب بمكان الإجابة عن ذلك. قد يرد المدافعون عن استحالة اختزال الكيفيات المحسوسة (يطلق عليهم جاكسون مجانين الكيفيات المحسوسة) على فرضية القدرات عبر الإصرار على أن فردا واعيا مثل ماري يكتسب قدرات جديدة لأنه أضحى الآن «يعرف» الكيفيات اللونية المحسوسة. كيف تستطيع ماري الآن تصنيف الطماطم إلى ناضجة وغير ناضجة دون استخدام جهاز قياس الطيف اللوني الخاص بها؟ لقد أصبحت الآن تعرف شكل الطماطم الناضجة؛ ولذلك أصبحت قادرة على انتقائها. ربما كان إدراك فرضية القدرات للوضع إدراكا معكوسا؛ إذ افترضت أنه بما أن ماري قادرة على انتقاء الطماطم الناضجة بمجرد النظر، فهي الآن تعرف شكل اللون الأحمر. وربما كان هذا قلبا لتسلسل الأحداث المنطقي.
ما الذي يحدث أولا، معرفة الكيفيات المحسوسة أم القدرة على إدراك الكيفيات المحسوسة؟ سيرغب معتنقو الرأي القائل بأن الوعي يمكن اختزاله في العمليات المادية التي تجري داخل الدماغ - ويعرفون باسم «الجسمانيون» - في القول بأن القدرات تأتي أولا؛ فمعرفة الكيفيات المحسوسة ليست سوى امتلاك لقدرات إدراك الكيفيات المحسوسة، ويمكن شرح عمليتي اكتساب وامتلاك تلك القدرات من منظور جسدي بحت دون إغفال أي شيء. في حين قد يزعم اللاجسمانيون أن قدرات الكيفيات المحسوسة تستلزم مقدما معرفة الكيفيات المحسوسة؛ فلكي تمتلك قدرة الكيفيات المحسوسة لا بد أن تعرف أولا كيف تبدو خبرة الكيفيات المحسوسة من الأساس. بل قد يزعم اللاجسمانيون أن في وسع امرئ ما امتلاك جميع القدرات ذات الصلة - وهي التعرف والتمييز والتذكر والتصور الخيالي وغيرها - دون أن يكون واعيا من الأساس بالكيفيات المحسوسة ذاتها. ويعرف هذا المخلوق أحيانا في فلسفة العقل المعاصرة باسم الزومبي .
12
لكن هذا النوع من الزومبي ليس عضوا في جماعة الموتى الأحياء آكلي لحوم البشر، لكنه كائن يملك قدرات الفرد الواعي، دون أن يملك الوعي الذي عادة ما يصاحب هذه القدرات. يبدو هذا الزومبي مثل بيت أنواره مضاءة يدفعك إلى الظن بأن قاطنه موجود، بينما لا يوجد أحد بالداخل.
من الفائز يا ترى، الجسمانيون أم اللاجسمانيون؟ مرة أخرى، من الصعب تحديد ذلك. ربما يتعادل الفريقان، أو ربما يخسران.
13
अज्ञात पृष्ठ