सिनेमा वा फलसफा
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
शैलियों
يقول إيزاك بابل في قصته القصيرة «جي دي موباسان» (1932):
حتى في تلك الأيام، عندما كنت أبلغ من العمر عشرين عاما، كنت أقول لنفسي: الموت جوعا أو الإلقاء في السجن أو التشرد أهون علي من قضاء عشر ساعات يوميا خلف طاولة في مكتب. لا يوجد ما يستحق ثناء خاصا في قراري، لكنني لم أتراجع عنه قط ولن أتراجع عنه أبدا. لقد كانت حكمة أجدادي مترسخة بعمق في عقلي: لقد ولدنا لنستمتع بعملنا، بمعاركنا، بأحبائنا، لقد ولدنا لأجل ذلك لا لأجل أي شيء آخر.
يا ترى ماذا كان واتانابي سيقول إذا قرأ ذلك؟
هوامش
الجزء
الأخلاقيات والقيم
يتناول الجزء الرابع بالبحث الحياة الأخلاقية، حيث سنبحث أسئلة حول الدافع الأخلاقي (ما الأسباب التي تدفعنا إلى فعل الصواب؟) والحظ الأخلاقي (هل الموقف الأخلاقي الذي نتبناه راجع لنا كليا؛ قد يكون المرء سعيدا أو تعيس الحظ في الحب، فهل من الممكن أيضا أن يكون محظوظا أو غير محظوظ في حياته الأخلاقية؟) سوف نفحص أيضا النظريات الكبرى في مجال الأخلاقيات في الفلسفة الحديثة مثل العواقبية وأخلاق الواجب ونظرية الفضيلة.
يقدم الفصل الحادي عشر دراسة للدافع الأخلاقي. هل لدينا ما يبرر التصرف على نحو أخلاقي حتى عندما يكون واضحا أن مصلحتنا الشخصية لا تتطلب ذلك؟ (ربما تكمن مصلحتنا الشخصية دوما في التصرف على نحو أخلاقي، كيف هذا؟) تحتاج المناقشات من هذا النوع إلى استخدام نموذج متخيل بالغ التعقيد (واحد على الأقل)، يتسم بقدر كبير من المنطقية. وقد اخترنا لهذا النقاش فيلم المخرج وودي ألن لعام 1989، والذي يحمل عنوان «جرائم وجنح» (كرايمز آند ميسديمينرز). كثيرا ما يناقش هذا الفيلم في سياق تلك القضايا. وسوف نضيف إلى هذه المناقشة عبر بحث متعمق وجدي لموقف الاختيار الذي يواجه الشخصية الرئيسية في الفيلم، شخصية جودا روزينثال. إن جودا نموذج لا يضاهى لتجسيد الصدام بين المصلحة الشخصية والالتزام الأخلاقي.
ونطرح في الفصل الثاني عشر دراسة لمسألة الحظ الأخلاقي. ما حدود قدرتنا على تحديد مصيرنا الأخلاقي؟ بعبارة أخرى ما علاقة الحظ بكوننا أناسا صالحين حسني التصرف أم لا؟ سوف نوظف هنا الفيلم الألماني «حياة الآخرين» (ذا لايفز أوف أذرز) (2006) الذي تدور أحداثه في برلين الشرقية قبل بضع سنوات من انهيار جمهورية ألمانيا الشرقية الديمقراطية (التي كانت في الواقع دولة شيوعية، تحت رعاية الاتحاد السوفيتي وحمايته). يتناول الجزء الأكبر من الفيلم سياسات الحرية الشخصية والخصوصية، وواجبات الفنان في عصور القمع، لكنه يطرح كذلك أسئلة فلسفية جوهرية حول الهوية الأخلاقية والمخاطر التي نخوضها عندما نقرر تحويل مسار حياتنا، حتى مع إيقاننا بأننا نصبح أشخاصا أفضل في خضم ذلك. في هذا الفيلم، تصادف الشخصية الرئيسية، جيرد ويسلر، فرصة من شأنها أن تجعل حياتها أفضل حالا. كان ويسلر محظوظا كما يتضح من سياق الأحداث، أما باقي شخصيات الفيلم فلم يحظوا بالقدر نفسه من الحظ. ما علاقة الحظ بالحياة الأخلاقية؟ قد تربطهما علاقة كبيرة.
أما الفصل الثالث عشر فيتناول مسألة التصرف الصائب. ما الذي يجعل تصرفا ما صائبا وما الذي يجعله خاطئا؟ سوف نستقصي نوعين رئيسيين من الإجابات التي يقدمها الفلاسفة. (ونبحث في الفصل الرابع عشر نوعا ثالثا من الإجابات.) سوف نطرح كذلك نظريتين فلسفيتين، هما العواقبية وأخلاق الواجب. وسنحتاج كذلك إلى دراسة حالة نستطيع استخدامها كي نستوعب الفرق بين النظريتين؛ ربما تساعدنا في تقرير مدى معقولية كل منهما. يمدنا كريستوفر نولان من جديد بدراسة الحالة المطلوبة التي نجدها في فيلم «فارس الظلام» (ذا دارك نايت) (2008) وتتضمن معديتين على متنهما الكثير من الركاب القلقين. وبالطبع تتضمن دراسة الحالة باتمان والجوكر كذلك. فيلم نولان درس عبقري في كيفية خلق المعضلات الأخلاقية. يتقصى هذا الفصل كيف يؤسس الفيلم إجابة عن السؤال حول التصرف الصائب، ثم يبدأ في تفكيكها.
अज्ञात पृष्ठ