6
وقد قلد الخزفيون الإيرانيون - ولا سيما في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) - بعض ضروب الخزف المصنوع في الشرق الأقصى، على رأسها نوع امتاز بدهانات متعددة الألوان تغطي سطح الإناء، وذاع استعمال هذا النوع في عصر أسرة تنج،
7
وأصاب المسلمون في تقليده توفيقا كبيرا حتى لقد يصعب في بعض الأحيان أن نميز لأول وهلة القطعة الصينية الأصلية من التي صنعت تقليدا لها على يد الصناع المسلمين.
وقد وجدت قطع من هذا الخزف الأخير في أطلال مدن الري والسوس وإصطخر وساوة، وفي بعض البلاد بإقليمي مازندران وتركستان، والألوان المستعملة في هذا الخزف كثيرة وجميلة ويسودها الأسمر والأصفر والأخضر، وقد نرى بعض زخارف من دوائر ورسوم نباتية محفورة تحت الدهان ولكنها لا تظهر بوضوح؛ لأن أول ما يلفت النظر في هذا الخزف هو ألوانه المختلطة البديعة، وهو يرجع في الغالب إلى القرنين الثاني والثالث وفي بعض الأحيان إلى القرن الرابع بعد الهجرة (العاشر الميلادي).
ومن أنواع الخزف الصيني الأخرى التي قلدها المسلمون الخزف الأبيض الخالص، فكانوا يصنعون منه الصحون والسلطانيات ذات الحافة المشطورة بأقواس متقابلة.
8
وقد أصاب بعض الخزفيين نجاحا وافرا في إتقان هذا التقليد (انظر شكل
42 ).
وقد حاول الخزفيون الإيرانيون في عصر السلاجقة وعصر المغول (من القرن 5 إلى 8ه/من 11 إلى 14م) تقليد الفخار الصيني.
अज्ञात पृष्ठ