الحكا ية الرابعة
قال أبو طالب المكي رضي الله عنه: كان بعض المجاورين بمكة عنده دراهم أعدها للإنفاق في سبيل الله، قال: فرأيت ليلة فقيرا يطوف بالليل(حين الهدى) والسمت فكنت أطأ أثار قدميه وأمشي خلفه، فلما قضى طوافه وقف بالملتزم، فسمعته يقول: دعاء حفيفا(1)جائع كما ترى عريان كما ترى فما ترى (فيما ترى)(2)، يامن يرا ولا يرا، وعليه خلقان (رثاث)(3) فقلت في نفسي ما أجد لدراهمي موضعا خير من هذا فجئته بالصرة فدفعتها إليه، وقلت أنت هكذا مسكين، تكون هذه معك تنفقها على نفسك و(وضعتها)(4) علىطرف إزاري بين يديه، فأخذ منها خمسة دراهم، فقال أربعة ثمن مأزرين، ودرهم أتقوته ثلاثا، ولا حاجة في سائرها، قال: فرأيته الليلة الثانية عليه مأزران جديدان، فهجس في نفسي منه شيء فالتفت إلي فأخذ بيدي فأطافني معه أسبوعا، كل شوط في جوهر من معا دن الأرض يتحسس تحت أقدامنا إلى الكعبين منها ذهب وفضة وياقوت ولؤلؤ وجوهر لم يظهر للناس، فقال: هذا كله قد أعطيناه فزهدنا (فيه) (5) ونأخذ من أيدي الخلق أحب إلينا لأنه أحب إليه.
الحكاية الخامسة
روي: أن رجلا زار أخا له في الله في قرية (نائية) (6) فلقيه نبي من أنبياء الله، فقال له: إلى أين تريد؟ فقال: أزور أخا لي في هذه القرية، قال: هل بينك وبينه رحم؟ قال: لا، قال: فهل عليك له نعمة ؟ قال: لا قال: فهل ترجوه (لمنفعة)(7) دنيا، قال: لا إلا أني أحبه في الله، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني رسول الله إليك، يقول لك: إن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
पृष्ठ 31