توفي إبراهيم الكينعي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة سنة، وتوفي الإمام (عليه السلام)(1) في آخر شهر القعدة منها بعد أن سقط عليه السلام بعين حلحال بحجة، فلما توفي (ع) هاجت الفتن وتوالت المحن، وحصل بين المسلمين المخالفة والإحن، وظهرت شوكة الباطنية، وبارزت العرب الباري- تبارك وتعالى- بالمعاصي الظاهرة بحيث لا احتشام ولا حياء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
الكرامة التاسعة عشر: ما روي (عن)(2) تلميذه وزميله في الحضر، ورفيقه في السفر حسن بن موسى بن أحسن، وقد تقدم ذكره وفضله، قال: كنت مع سيدي إبراهيم رحمه الله تعالى(3) ببلاد بني سهل في قرية، يقال لها (الجمرة) فقال: ياحسن اعلم (أن النوم بحمد الله) (4) قد ملكته بعد أن ملكني إن شئت (أن)(5) أنام نمت، [وإن شئت لا أنام ولو أضطجعت لم أنم، وإن شئت ينام جسدي وقلبي مع الله فعلت] (6)، وإن شئت ينام قلبي نام.
وقال لي هذا حسن: رصدت أياما متتابعة هل أرى لسيدي إبراهيم شيئا من الأذى وأنا معه في بيت واحد لا أفارقه (الشهر) (7)، فما رأيت شيئا(قط)(8)، فقلت له: إني مترصد لعلي أرى لك شيئا من الأذى في هذا الشهر الذي أنا معك فيه فما رأيت شيئا، قال: وأنا (أيضا) (9) ما رأيت شيئا، حتى أني أحس بيدي بعد المخرج فما أجد شيئا قط، وقد تقدم فضل الفقيه حسن وصدقه.
पृष्ठ 250