136

सिलात इखवान

صلة الإخوان(بالحواشي الكامة)

शैलियों

وأما الفقيه الإمام الحسن بن محمد النحوي(1) رحمه الله تعالى(2) فهو شيخ شيوخ الإسلام، مفتي فرق الأنام، مؤسس المدارس في اليمن، محيي الشرائع والسنن، طبق فضله الآفاق، وانتشر علمه وفاق، ومضيت أقضيته وأحكامه في مكة ومصر والعراق وبلاد الشافعية والحنفية، ولم يعاب(ولا يعاق)(3)، كانت حلقته في فقه آل محمد تبلغ زهاء ثلاثين عالما ومتعلما في حلقة واحدة، فشيوخ بلاد مدحج، وآنس، والمغرب، وصنعاء، وذمار، وحجة، والشرف، والظاهر، وبعض شيوخ الشافعية بحقل يحصب(هم) (4) درسته وتلامذته وهو شيخهم، وله تصانيف رايقة، ومسائل في الفقه لائقة، وأنظار منورة، واجتهادات مسطرة علماء العصر والأوان عاكفون عليها (ومواظبون)(5) علىدرسها، وهي تأتي سته مجلدات مفيدة جدا، (و) (6) منها: كتاب في التفسير سماه (التيسير)(7) ومنها كتاب في علم المعاملة، كان لا يفارقه(كمه) (8) في أكثر الحالات، وكان يقول: ذكر الصالحين وكراماتهم جلاء القلوب القاسية، وكانت أخلاقه شبيهة بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخلاق مفترة، وسجايا شافية، منبسط للقريب والبعيد، مجلسه العام الناس فيه سواء موضف وضايف، في يومه للأقراء ثلاثة أوقات أدوالا تامة، وللحكم وقتين لحاجة الناس الماسة إلى أقضيته وأحكامه، وللنسخ وقتا يعود به على نفسه وأولاده، وما كان يأكل إلا من كد يده حتى لقي الله تعالى، وقد كان في بصره بعض ضعف، وكان له من الورع الشافي والزهد في فضلات الدنيا الوافي ما لا يسعه كاغد، يلبس العباء الخلق والشملة الخلقة، وما يلبس القمصان إلا للتجمل في المجلس العام.

وكنت أحضر في بعض الأحيان على غدائه أو عشائه فأجده خبزا تارة برا، وتارة شعيرا، تارة بحلبة، وتارة يابس بجريش ملح، ومن ورعه قال لي يوما: ما لنا غداء إذا لأضفناك وإن عندي لكيسا مملوءا دراهم لمسجد الجامع ما (تساعدني)(1) نفسي أقترض منه درهما، وكان مجلسه رحمه الله تعالى(2) لا يذكر فيه أحد من المسلمين إلا بخير، ومن ذكر فيه مسلما بما لا يليق بحاله ظهر الضيق والضجر في وجهه الكريم. وقال (لي) (3) يوما: من تعود ترك الغيبة وظن السوء بالمسلمين سهل الله عليه الترك، (و) (4) سمعته يوما، يحكي في مجلس الدرس أنه رأى في المنام أن القيامة قامت وأن الناس في قاع صفصف وليس راكب إلا الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة (ع) راكب على فرس بيضاء ورديفه عليها رجل من المشرق (يعرفه صالح) (5) والإمام يسرع بسير الفرس وهو يقول: لمثل هذا اليوم حسن(6) الظن بالناس، لمثل هذا اليوم حسنا الظن بالناس.

पृष्ठ 207