وأما فضل الإمام المهدي عليه السلام(1) لدين الله (أمير المؤمنين) (2) علي ابن محمد بن على بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومودته فيه ففضله ظاهر كظهور الشمس، وفضائله أعاد الله من بركاته تروى من غير لبس، وسيرتهعليه السلام أربعة أجزاء مجلدة، وكذا سيرة ولده الامام الناصرعليه السلام أجزاء مجلدة، لكن ذكرهم قد عرض، ولي فيه غرض، وثنائي عليهما مفترض، جمع - عليه السلام - علوم الاجتهاد في سنين يسيرة، وكان شيخه (الفقيه) (3) الإمام أحمد بن حميد بن سعيد رحمه الله تعالى (4) كما تقدم ، وحاز خصال الإمامة من بلوغ درجة الاجتهاد في العلوم كلها، [وما من فن إلا](5) أقرأ فيه حتى المنطق، وصنف في (كل) (6) فن من الفنون، ومكارم الأخلاق التى لم يسبقه إليها أحد، التى فاقت (وراقت) (7)، والكرم الذي عم واشتهر، وحسن التدبير والسكينة والوقار والجهاد، جمع في وقت سيادته وجوه الشرف من الحمزات ومشائخ العرب من كل مكان، وغزا حراز الباطنية بعساكر كالجراد، فنال منهم منالا عظيما، وأخرب أكثر قراهم، ووقعت فيه وفي عسكره (ع) خديعة فوقعت فيه جراحات عظيمة، قيل: إنها نيف (وثلاثون) (8) ضربة وطعنة، وقتل من إخوانه الفضلاء وسادت أهل البيت وشيعتهم جماعة، وأيس منه فأحياه الله تعالى لحياة الإسلام، فلما توفي(حي)(9) الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة ابن رسول الله (ص) أكسفت شمس العلوم والبركات على كافة المسلمين، لأن هذا الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام ذكر العلماء أن ما أحد (قبله)(10) في العلم والزهد من علي عليه السلام إليه مثله (قبله) (11)، صنف في العلوم (نيفا) (12) وتسعين مجلدا في كل فن، وذلك ظاهر لا يخفي، ونور لا يطفا، صنف في علم المعاملة كتاب (التصفية)، وهو من أنفس الكتب وأبلغها، وكتاب (الأنوار) جزئين شرح (الأربعين) (1) الحديث السيلقية، وكتاب (الانتصار)(2) نيف وعشرين جزءا في الفقه ، وكان زاهدا في الدنيا، كان تحته (بساط خلق) (3)، فقيل له: لو أخذت بساطا جديدا ؟ فقال: لو شئت أن يكون بساطي من ذهب وحرير لفعلت، ولكن لنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة، جهز ابنته سيدة نساء العالمين، (ابنة رسول صلى الله عليه وآله وسلم سيد المرسلين) (1)، زوجة سيد الوصيين بوسادة من أدم حشوها ليف وإهاب كبش، كانت فاطمة - عليها السلام -: تعجن على (ناحيته) (2) وينامون على (ناحيتة) (3)، وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن ينثر في بيتهم ليلة بنى علي بها من بطحاء الروحاء، وكان له - عليه السلام - سبعة أولاد علماء، حلماء، كرماء، عباد، زهاد، (ومجاهدون) (4)، عبد الله الكبير حاز شروط الإمامة كلها، وله وقعات وملاحم في حرب الباطنية بصنعاء وغيرها، ومحمد (عالم، فاضل، كريم فائق الكرم، جامع لخصال الشرف) (5)، تحمل مشقة هجرتهم حوث، وكان العلماء والدرسة في بيته إلى قدر الخمسين أو الستين، ومن الضيف إلى قدر ذلك وأكثر حتى لقي الله، وإدريس كان عالما، فصيحا، شجاعا، له ملاحم تروى، ووقعات تتلى، سيما في حرب الباطنية، وحسين كان عالما، فاضلا، حاز خصال الكمال برمتها، وله جهاد عظيم، كر على مائة فارس وخمسائة فارس وهو في قدر عشرين فارسا ومائة رجال، فلحقهم وكسرهم، وقتل منهم وأسر من الغز والأشراف والعرب، وكان له كرامات وبركات تروى، وأحمد كان عالما، فاضلا، زاهدا، عابدا، متواضعا، متحننا على المسلمين، خادما للدرسة والمساكين بنفسه، زاهدا في اللباس وركوب الخيل، والهادي كان عالما، فاضلا، متواضعا، خرج من ماله كله، ولبس الخشن من الصوف، وانتعل المخصوف، وسكن الهجر في الشرف وغيره، وزهد في سكون المدائن، وقال: السكون فيها يجر إلى الدنيا، وللهادي عشرة أولاد علماء ، حلماء، فضلاء، كرماء، ذو ورع ودين وحياء ويقين، والمهدي: كان عالما، فاضلا، زاهدا، عابدا، متعففا عن الدنيا، له ضيعة ببلاد مدحج يكتفي بها، تاركا للتعلقات ومخالطة أولي الرياسات، سمعت حي السيد الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن مطهرعليهم السلام، قال: أولاد الإمام يحيى بن حمزة سادات السادات بهم إلى الله تستنزل البركات وهم كما ذكر وأبلغ.
पृष्ठ 156