बयान का जादू और श्रेष्ठता का रहस्य
سحر البلاغة و سر البراعة
अन्वेषक
عبد السلام الحوفي
أرض تقلهم أو تكنهم. طاروا بقوادم وجل، وطاحوا بين سقوط أمل، ودنو أجل. استبدوا بمسكة العزائم، هتكة الهزائم. نكصوا على الأعقاب يرون الأشخاص كتائب تختطفهم، والأشباح مقانب تنتسفهم. لما ترامت بهم البلاد تآمروا بينهم يتعاذلون، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون. هزيمة قوض الله بها عروشه، وفض جيوشه، وضلل وساوسه، وأبطل هواجسه. هزيمة فرق الله بها جمعه، وبدد شمله، وعجل قمعه. غاض في بعض الغياض مخفيًا لشخصه، مشفقًا على نفسه. صفراء لم يصحبه صافر، ولم ينج معه طارف ولا باصر. كلما هبت عليه هابة ريح حسبها خيلًا تكر عليهم، أو رجلًا تبتدر إليهم، وكلما عنت عليه عانة أرض ظنها برًا ينخسف به، أو بحرًا يحيط به. لو وجد في الأرض نفقًا لأولجه فيه شدة روعه، أو في السماء مرتقى لأعرجه إليه نخب روعه. الحمد لله الذي ردهم في أكفان من المذلة، وقبرهم في لحود من الخوف والوحشة.
ذكر ركوب الأولياء أكتاف المنهزمين وقرب متناولهم على الهلاك
ركب الأولياء أكتافهم يشلونهم شل النعم، ويفرونهم فري الأدم، ويذكونهم كهدايا الحرم. لم يزل الطالب راكبًا أكتافه، وقابضًا أطرافه، حتى زخ به الحذار في يوم وليلة، إلى موضع كذا بعد أن انتظمت الطرق إليه بجيف أصحابه ورذايا خيله وركابه، ركب الأولياء أكتافهم وعيون المنايا ترصدهم، وأيدي الحتوف تحصدهم. أمر فلان بأن يبعد في آثارهم فلا ينهههم، ويجد في طلبهم فلا يرفههم. لتعجلهم صدمته عن التوصل إلى الاستراشة، والتمكن من الاستجاشة. هاموا على وجوههم يرجون الخلاص ولا خلاص، وياملون النجاة ولات حين مناص. فإن الطلب من ورائهم على أحشاد، وما أعد الله لأمثالهم بمرصاد. طار فلان بجناح الفرار، متلفعًا بالذل متقنعًا بالعار، والخيل مغذة في طلبه، وموعودة الظفر به. فإن قضاء الله
1 / 169