बयान का जादू और श्रेष्ठता का रहस्य
سحر البلاغة و سر البراعة
अन्वेषक
عبد السلام الحوفي
أعلامها، ونتنتقض أبرامها، وترى بأسلحتها أغلالًا توثقها وتوبقها، وأنكالًا ترهقها وتزهقها.
تعبية الجيوش وترتيبها
رتب مولانا المقادم عمومًا وخصوصًا، وعبى المقانب بنيانًا موصوصًا. أمر بتسوية الصفوف التي لا خلل بها، وانتضاء السيوف التي لا خلل لها. عبى جيوشه ميامن تضمنت اليمن، ومياسر اتبعت اليسر، ووقف في القلب بقلب يسع الرمال، ويرجح الجبال. رتب فلانًا ومن برسمه في ميمنته التي يقارنها اليمن والنجاح، وفلانًا في ميسرته التي يصاحبها اليسر والفلاح، وصار هو وقواده قلبًا قالبًا لما قالبه، ناكسًا لما واجهه.
تلاقي الجيشين وكشف الحرب عن ساقها
تلاقى الجيشان فاصطف الجيل والرجل، وامتلأ الحزن والسهل، وبرقت الأبصار بشعاع السيوف، وسفرت رسل الحتوف بين الصفوف. تراءى الجمعان، وأفضى قرب العيان، إلى قرب العنان، والتهبت جمرة الضراب والطعان. اشتبكت الحرب تصرف نابها، وتكشف ساقها، وتضرم نارها، ويشد نطاقها. التقى الجمع بالجمع، وقرع النبع بالنبع. دنا العنان من العنان، وأفضى الخبر إلى العيان. سارت الجموع إلى الجموع، وبرق البصر بلمعان الدروع، وحمي وطيس المراس، ودنت التراس من التراس.
اشتداد الحرب وحمى وطيسها
دارت كأس الموت دهاقا، وعاد القرن للقرن عناقا. بلغت القلوب الحناجر، وشافهت السيوف المناحر. هاجت الهيجاء، وعز النجاء، وصار الترامي عناقا. التلاقي اعتلاقا. صمتت الألسنة، ونطقت الأسنة، وخطبت
1 / 162