3 ...
قلت يوما في صفة إحدى القصائد البديعة: إنها فن من الشعر؛ وفي إحدى الصور المحكمة: إنها فن من التصوير؛ وفي تلك الجميلة: إنها فن من المرأة! أما الآن فقد عرفنا أن اصفرار الشمس إيذان بسواد نصف أرضها.
وتقول العرب : امرأة مجلوة؛ ويفسرون ذلك بأنك إذا رامقت فيها الطرف
4
جال؛ يعنون أنها من جمالها ذات شعاع، فيجول الطرف فيها لأجل شعاعها وبريقها؛ أفلا يجوز لنا أن نزيد في هذه اللغة: وامرأة صدئة، ونفسرها بأنها هي التي إذا اتصلت بها تركت مادة الصدأ على روحك اللامع؛ لأنها كهذا الصدأ طينت على طينتها؟
5 •••
لست أريد أن أصنع في هذا الفصل كتابة؛ حتى لا أدير الكلام على شيء، فقد مسخت تلك النفس في نفسي فخلصت لي منها هذه الكلمة الجميلة: «تتم آمالنا حين لا نؤمل»، ولكني مرسل مطرة سحابي تهطل ما هطلت؛ فالمرأة الأولى أضاعت على الرجل جنته، ومن نسلها نساء يضيعن على الرجل الجنة وخيالها! ولو استطاعت الأرض أن تفر من تحت قدمي مخلوق براءة منه، لكان أول من تنخزل تحت رجليه
6
واحدة من هذا النوع!
ملح الله لا يحلو أبدا؛ فماذا تصنع في نفس لو سالت لكانت بحيرة؟
अज्ञात पृष्ठ