169

सिफत अल-सफवत

صفة الصفوة

अन्वेषक

أحمد بن علي

प्रकाशक

دار الحديث،القاهرة

संस्करण संख्या

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

प्रकाशक स्थान

مصر

وتوفي حارثة في خلافة معاوية.
عن محمد بن عثمان، عن أبيه أن حارثة بن النعمان كان قد كف بصره، فجعل خيطًا من مصلاه إلى باب حجرته، ووضع عنده مِكتلا فيه تمر وغير ذلك فكان إذا سلّم المسكينُ أخذ من ذلك التمر ثم أخذ على ذلك الخيط حتى يأخذ إلى باب الحجرة فيناوله المسكين. فكان أهله يقولون: نحن نكفيك. فيقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن مناولة المسكين تقي ميتة السوء" ١.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: " نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ. فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة ابن النعمان". فقال رسول الله ﷺ "كذاك البِرُّ" ٢. وكان أَبرّ الناس بأمه.

١ ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣/٤٨٧.
٢ حسن: أخرجه أحمد في المسند حديث ٢٤١٣٥.
٤٢- معاذ بن عفراء
وعفراء: أمه، نسب إليها. وأبوه: الحارث بن رفاعة بن الحارث. شهد العقبتين وبدرًا.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان معاذ بن عفراء لا يدع شيئًا إلا تصدق به. فلما ولد له استشفعت إليه امرأته بأخواله فكلموه وقالوا له: إنك قد أعلت، فلو جمعت لولدك. قال: أبت نفسي إلا أن أستتر بكل شيء أجده من النار.
فلما مات ترك أرضًا إلى جنب أرضٍ لرجل. قال عبد الرحمن وعليه ملاءة صفراء ما تساوي ثلاثة دراهم: ما يسرني الأرض بملاءتي هذه. فامتنع وليّ الصبيان. فاحتاج إليها جار الأرض فباعها بثلاثمائة ألف.
وروي عن عمر بن شَبّة قال: حدثنا وهب بن جرير قال: نا أبي قال: سمعت محمد بن سيرين يحدّث عن أفلح مولى أبي أيوب قال: كان عمر يأمر بحُللٍ تُنسج لأهل بدر يتنوّق فيها. فبعث إلى معاذ بن عفراء حلةً فقال لي معاذ: يا أفلح بع هذه الحلة. فبعتها له بألف وخمسمائة درهم. ثم قال: اذهب فابتع لي بها رقابًا. فاشتريت له خمس رقاب ثم قال: والله إن امرأً اختار قشرين يلبسهما على خمس رقاب يعنقها؛ لغبين الرأي، اذهبوا فأنتم أحرار. فبلغ عمر أنه لا يلبس ما يبعث به إليه فاتخذ له حلةً غليظة أنفق عليها مائة درهم. فلما أتاه بها الرسول قال: ما أراه بعثك بها إلي.
قال: بلى والله. فأخذ الحلة فأتى بها عمر فقال:

1 / 178